مخطط التقسيم من رحم المكائد الاستعمارية
مخطط التقسيم من رحم المكائد الاستعمارية
يبدو أن المخطط يسير باتجاه أيجابي , وضعف بغداد يعني التحضير لثلاثة أقاليم في العراق .
وبعض هذه الاقاليم (كردستان) منفصلة حاليا,ولكنها جزء من تنفيذ خطة التقسيم , بل هي البداية ,لذلك ستكون بعض المناطق المتنازع عليها من ضمن أهداف هذا المخطط ,فانها تحتوي على ثروات هائلة من النفط والغاز.واخيرا سيؤدي الى فرض اندلاع صراعٍ عنيف.
واما المناطق المتنازع عليها هي :كركوك ,والموصل ,وصلاح الدين ,وجلولاء وخانقين .
وهذا الصراع سيجعل اقليم كردستان أداة لتضعيف بغداد ,ومن ثم يعلن قيام دولة كردية في القريب العاجل .
وكردستان وقعت في فخ طموحات تركيا من حيث لاتشعر ,فبعد أتفاق اربيل وتركيا لتصدير النفط هناك خطوة تغيب عن أذهان الكردستانيين ,وهي أنهم سيخضعون الى أوامر الاتراك بعد أعلانهم الدولة الكردية ,فأستراتيجية المخطط لاتسمح بأقامة دولتين تركية وكردية ,فاما هذه او تلك لتكون أداة ثابتة بيد الاستعمار .
ونهاية المطاف سيكون احدهم ورقة محروقة في تغير الاستراتيجية أو على اقل تقدير ستكون بينهم حروب دامية في صراع مستمر يحدد بقاء الاقوى .
وعلى الاكثر ستكون كردستان تلك الورقة المحروقة بسبب وجود حكام لم يتغيروا أو لم يجعلوا بديلا لهم في انتخابات ديمقراطية .
و أسرائيل تسعى جاهدة لانشاء وقيام الدولة الكردية مع تجهيزها بالسلاح ,ولكنها لاتريد أن تفرط بصداقتها لتركيا .
وبسبب هذا التناقض الحاصل عند أسرائيل تعتزم قيادة تل أبيب على اعطاء الضوء الاخضر لتركيا في السيطرة على الاكراد بعد قيام الدولة الكردية .
أما الان , فمخططها دعم الاكراد ,بعتبارهم ضمان قوي ومهم للآمن القومي الاسرائيلي .
والان هما شريكان من أجل المخطط ضد العراق ,وفيما بعد ستحترق الاوراق لتغير الاستراتيجية ,فلايمكن أن تتنازل اسرائيل عن صداقتها لتركيا ,وايضا لو كانت تريد ان تسقط تركيا لاسقطتها من خلال وجود اكراد تركيا ,فانهم يعانون من التميز والقمع العسكري العنيف وطمس والغاء الهوية الكردية في تركيا .
وكان هذا الباب دخول لعقول الاكراد واحلامهم في الدولة ,فكان اقناع تل ابيب الى أكراد العراق بأنهم سيكونون الدولة الكبرى من خلال التحاق الاكراد في تركيا وسوريا وايران
وهذا الاقناع أرسال شعور وأطمئنان لهم, بأنهم الحليف الاوفر حظا من تركيا .
وما يعطيهم اكثر أطمئنان بأنهم ليس مشروع تقسيم ,وأنما توسع لدولة .
أما بخصوص العراق ,فسيكون ثلاثة أقاليم ,وفي المخطط الاسرائيلي عدم السماح للعراق ان يعود الى ممارسة دورعربي وأقليم ,وأغلب مفاوضات اسرائيل مع أمريكا بهذا الصدد
ومن خلال مايجري في الساحة العراقية هناك أشارات لهذا المخطط الذي من نصوصه الاقتتال الداخلي بين الشيعة والسنة وبين العرب والاكراد .
وقي نظر اسرائيل يختلف العراق عن مصر ,فمصر بالنسبة لهم ,قد أنتهى فيها تنفيذ المخطط عن طريق الوسائل الدبلماسية ,ولكن العراق لايزال فلايستخدمون خيار القوة العسكرية ,ولكنهم سيستخدمون كل الوسائل المتاحة وغير المتاحة من أجل تحييد العراق بشكل شامل وكامل ,كونهم يريدون العراق مجزأ ومقسما ومعزولا داخليا .4
وبالنسبة لفائدة أسرائيل من نفط العراق (كركوك, و كردستان) فقد أتفقوا مع الاكراد بأيصال النفط عبر خط IBC الاردن ,والبديل تركي أن كان اخفاق في خط الاردن ,وذلك بمد خط من كركوك وكردستان عن طريق تركيا الى اسرائيل .
وأن المخطط ليس لاسرائيل وحدها ,بل الولايات المتحدة الامريكية شريك في هذا المخطط الذي يشمل دول عديدة ,ويهدف الى تقسيم وتمزيق المنطقة حسب الاعراق والمذاهب وحسب الهوى والمصالح الغربية ايضا .
والالية المتبعة في هذا التقسيم على غرار ماكان في الحرب العالمية الاولى التي اعتمدها الانكليز والفرنسيين .
وكما ذكرنا هذا التقسيم سيشمل المنطقة برمتها ,فالاردن من الدول المحافظة على ارضيها في هذا التقسيم ,وستستولي على جزء من اراضي السعودية ,وايضا ستفكك السعودية ,وكذلك ستأخذ من أراضي فلسطين المحتلة .
وتكون الدولة السعودية مقتصرة على الرياض ومايحيطها في ولاية بسيطة جدا ,وتقسم لدولتين .
وباكستان ستتفقد بعض ارضيها لصالح بلوشستان الحرة .
ويجري ذلك على الامارات ماعدا دبي ,وتبقى الكويت وعمان في اراضيها .
وسوريا ستفقد سواحلها على البحر الابيض لصالح لبنان.
وبالنسبة الى ايران ستفقد اجزاء من أراضيها لصالح الدولة الكردية ,واجزاء لدولة عربية ,واخرى الى لصالح أذر بيجان ,وتحصل على اجزاء من أفغانستان .
وهذه الحقيقة ليس من نسيج الخيال وأنما جاءت على اساس وقائع ديموغرافية (الدين ,القومية ,المذهبية ).وهذا المخطط موجود على موقع عسكري أمريكي .
فكم ستسفك دماء من أجل هذا المخطط الاستعماري ,فيكشف لنا هذا المخطط حالة الغفلة التي تعيشها الامة الاسلامية ,والتي هي جزء من الالية والاداة المستخدمة .
وللاسف يبدأ خيط التقسيم من العراق ,وعن طريق الاكراد تحديدا ,فبعد ان كانوا دويلة سيصبحون دولة كبرى مهدد مستقبلا بالانقراض .
وبالرغم من التجاذب والاتفاق مع المستعمر من قبلهم ,ومع الوعود المقدمة لكردستان بانها اكبر دولة موالية للغرب ,ولكن ذلك لايدوم طويلا .
وبغض النظر عن قوة بعض الدول كالجمهورية الاسلامية الايرانية ,والسعودية بقوتها المالية وهيمنتها ,وباكستان بقوتها النووية الا اننا نجد هذا المخطط الاستراتيجي متكامل الابعاد والاطر والاتجاهات والاساليب والاهداف اعتمادا على قوة الامريكان ,والضعف الحاصل في الدول المذكورة .,وياترى هل هناك خطة استراتيجية مقابلة من قبل تلك الدول المستهدفة ؟
فلا نعتقد بوجود أي شيء مقابل هذه المخططات , بلحاظ نشر الموضوع بموقع امريكي بدون حساب العواقب .
ونرى اليوم في العراق خطوات التفسيم تجري بشكل ملفت للنظر وذلك من خلال مايجري في بعض المحافظات العراقية .
فالمخطط خرج من دائرة التخطيط الى دائرة التنفيذ,وللاسف على أيدي السياسين العراقيين الذين يحرضون الناس على الطائفية وبوادر التقسيم .
المصدر: کتابات
إضافة تعليق جديد