من فقهاء السنة : لا يقبل حديث أبو هريرة إلا إذا وافق القياس لأنه كثير الغلط [وثيقة]

من فقهاء السنة : لا يقبل حديث أبو هريرة إلا إذا وافق القياس لأنه كثير الغلط [وثيقة]
كتبه: ناصر الحسين

بسمه تعالى ،،،

لم تختلف الطائفة المحقة أن صاحب الهرة ( أبو هريرة ) كان كذابا وضاعا يحدث بالمناكير والموضوعات حاله حال بقية أهل التدليس من رواة العامة قبحهم الله
لذا فقد شكك جماعة من المتقدمين المعاصرين له بما يرويه وارتاب برواياته المنكرة أيضا علماء القوم وفقهاءهم في العصور المتقدمة !

قال شيخنا محمد الحسين آل كاشف الغطاء رضي الله عنه :
( أما ما يرويه مثل أبي هريرة وسمرة بن جندب ومروان بن الحكم وعمران بن حطان الخارجي وعمرو بن العاص ونظرائهم فليس لهم عند الإمامية من الإعتبار مقدار بعوضة وأمرهم أشهر من أن يذكر كيف وقد صرح كثير من علماء السنة بمطاعنهم ودل على جائفة جروحهم ) صدق قدس سره
أصل الشيعة وأصولها ص84 - ط . مؤسسة الأعلمي

أقول : لما ظهر من حديث أبي هريرة ما ظهر من المناكير والموضوعات جعل بعض علماء وفقهاء أهل السنة حديثه معروضا على القياس ما وافق منه القياس أخذ به وما لم يوافق القياس رد الحديث لأنه حسب زعمهم كان كثير الغلط
يقول أبو بكر الجصاص إمامهم المشهور في كتابه
الفصول في الأصول ج3-ص129
عن شيخهم الكبير وفقيههم عيسى بن أبان :
( قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : جَعَلَ عِيسَى رَحِمَهُ اللَّهُ مَا ظَهَرَ مِنْ مُقَابَلَةِ السَّلَفِ لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ بِقِيَاسِ الْأُصُولِ ، وَتَثْبِيتِهِمْ فِيهِ ، عِلَّةً لِجَوَازِ مُقَابَلَةِ رِوَايَاتِهِ بِالْقِيَاسِ .
فَمَا وَافَقَ الْقِيَاسَ مِنْهَا قَبِلَهُ ، وَمَا خَالَفَهُ لَمْ يَقْبَلْهُ ، إلَّا أَنْ يَكُونَ خَبَرًا قَدْ قَبِلَهُ الصَّحَابَةُ فَيُتَّبَعُونَ فِيهِ ، وَلَمْ يَجْعَلْ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي ذَلِكَ كَحَدِيثِ غَيْرِهِ مِنْ الصَّحَابَةِ ، لِأَنَّهُ لَمْ يَظْهَرْ مِنْ الصَّحَابَةِ مِنْ التَّثَبُّتِ فِي حَدِيثِ غَيْرِهِ مُقَابَلَتُهُ بِالْقِيَاسِ ، مِثْلُ مَا ظَهَرَ مِنْهُمْ فِي حَدِيثِهِ ، فَجَعَلَ ذَلِكَ أَحَدَ الْوُجُوهِ الْمُوجِبَةِ لِلتَّثَبُّتِ فِي خَبَرِهِ ، وَعَرْضِهِ عَلَى
النَّظَائِرِ مِنْ الْأُصُولِ ، فَإِنْ لَمْ تَرُدَّهُ النَّظَائِرُ مِنْ الْأُصُولِ قَبِلَهُ ، وَإِنْ كَانَتْ نَظَائِرُهُ مِنْ الْأُصُولِ بِخِلَافِهِ - عُمِلَ عَلَى النَّظَائِرِ ، وَلَمْ يَعْمَلْ بِالْخَبَرِ ، كَمَا اعْتَبَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَتِهِ فِي الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتْ النَّارُ بِمَا ذُكِرَ مِنْ النَّظَائِرِ ، وَكَمَا فَعَلَتْ عَائِشَةُ فِي مَشْيِهَا فِي خُفٍّ وَاحِدٍ .
وَالْأَصْلُ فِي ذَلِكَ : أَنَّ خَبَرَ الْوَاحِدِ مَقْبُولٌ عَلَى جِهَةِ الِاجْتِهَادِ ، وَحُسْنِ الظَّنِّ بِالرَّاوِي ، كَالشَّهَادَاتِ ، فَمَتَى كَثُرَ غَلَطُ الرَّاوِي ، وَظَهَرَ مِنْ السَّلَفِ التَّثَبُّتُ فِي رِوَايَتِهِ ، كَانَ ذَلِكَ مُسَوِّغًا لِلِاجْتِهَادِ فِي مُقَابَلَتِهِ بِالْقِيَاسِ ، وَشَوَاهِدِ الْأُصُولِ )

وثيقة :
عيسى بن أبان هو ( قاض من كبار فقهاء الحنفية. كان سريعا بإنفاذ الحكم، عفيفا. خدم المنصور العباسي مدة. وولي القضاء بالبصرة عشر سنين، وتوفي بها ) الزركلي

( فَقِيْهُ العِرَاقِ، ... وَلَهُ تَصَانِيْفُ وَذَكَاءٌ مُفْرِطٌ، وَفِيْهِ سَخَاءٌ وَجُودٌ زَائِدُ ) الذهبي
-----------------------
تحليل النص أعلاه ومجموعة أسئلة :
1- أبو هريرة لم يكن بذاك المتقن للحديث إلى درجة أن حديثه مرتبط بالقياس متى ما وافق القياس أخذ حديثه ومتى ما لم يوافق القياس يرد حديثه .. او أن يوافق حديثه حديث صحابي آخر .. بالعربي الفصيح على إصطلاح أهل الجرح والتعديل ( أبو هريرة . لين الحديث ) وهذا يعني أن لا يحتج به إذا أنفرد

2- يظهر أن الأصل الذي أعتمد عليه فقهيكم الكبير هذا هو ما حكاه الجصاص من أن أبا هريرة كان كثير الغلط وهذا يستدعي جزما دخول الصحابة بأكملهم تحت شرطية ( الضبط ) التي رفعتم الصحابة عنها وجعلتموهم أهل عصمة لا يدرجون تحت هذا الباب مع أنه شرط في قبول الأخبار !! ولكن الظاهر كما قال إمامكم الصنعاني ( أهل الحديث أتفق لهم على مخالفة فروعهم لأصولهم ) ثمرات النظر - 148

3- كلام عيسى بن أبان والجصاص يدل على أن من أدعى الإجماع على الإحتجاج بحديث صاحب الهرة فقد كذب كذبا مبينا .. فالصحابة كانوا ينكرون من حديثه أمور كابن عمر وعائشة ويردونه بالقياس كابن عباس وها هم من أكبر فقهاء العصر الثالث من الهجرة يردون حديثه إذا أنفرد دون متابع أو دون القياس .. فأين الإجماع المختلق من الورطة ؟

4- هذا فيه دلالة على أن ليس الشيعة فقط تعتقد بأن في أحاديث صاحب الهرة نظر !

بل حتى من فقهاء وأئمة أهل السنة كذلك .. فجميعا متفقين على أن حديثه لا يحتج به دون أن يثبت أصله
والحمد لله
تقبلوا صفعة فقهيكم الكبير صاحب ( الذكاء المفرط ) كما يقول الذهبي

المصدر: شبکة انصار الصحابة المنتجبین

إضافة تعليق جديد