قـول الإمامية في سحر الأنبياء عليهم السلام

قـول الإمامية في سحر الأنبياء عليهم السلام
  كتبه: محمد علي حسن

باسمه تعالى ،،،

لا زال الوهابية يصرون على غيهم في الإشكال على أهل الإسلام العظيم مصرين على القدح بالنبوة والرسالة مقابل حفظ ماء وجه الإسلام الأموي .
وهنا ألخص بشكل مرتب ، و أنقل بشكل سلس يسهل على القارئ التتبع للرواية من كتاب ( النفيس في رزية الخميس ) وإضافات أخرى .
وسحر الأنبياء مما اتفق الإمامية على امتناعه ، صوناً للرسالة التي لا يبالي بها القوم .
خبر سحر النبي (ص) في مصادر الشيعة ذكرها العلامة المجلسي في ( بحار الأنوار ) في عدة موارد منها ما في الجزء 63 باب تأثير السحر والعين .
======================

1- تفسير فرات الكوفي .
فنقلها أولا عن تفسير فرات الكوفي عن عبدالرحمن بن محمد العلوي و محمد بن عمرو الخراز عن إبراهيم بن محمد بن ميمون عن عيسى بن محمد عن جده عن أمير المؤمنين (ع) قال : سحر لبيد بن أعصم اليهودي وأم عبدالله اليهودية رسول الله (ص) .
وما في المطبوع هو ( فرات بن إبراهيم الكوفي قال حدثنا محمد بن عبدالله بن عمرو الخراز قال حدثنا إبراهيم – يعني بن محمد بن ميمون – عن عيسى يعني ابن محمد عن أبيه عن جده " )
قلت : وسنده ضعيف .
وعلق العلامة المجلسي على الرواية بقوله : " قد مر الكلام في تأثير السحر في الأنبياء والأئمة وأن المشهور عدمه " ( بحار الأنوار ج63 ص 22 )

=======================
2- كتاب دعائم الإسلام .
يقول السيد أبو القاسم الخوئي في ( معجم رجال الحديث ، ج 19 ، ص 169 ) :
( وقال الشيخ صاحب الجواهر ( قدس الله نفسه ) في مسألة من فاتته صلوات متعددة بأن دعائم الإسلام مطعون فيه وفي صاحبه انتهى ، أقول أن كتاب ( دعائم الإسلام ) فيه من الفروع على خلاف مذهب الإمامية قد ذكر جملة منها في ذيل محاضراتنا في الفقه الجعفري ومع ذلك فقد بالغ شيخنا المحدث النوري ( قدس الله نفسه ) في اعتبار الرجل أنه كان من الإمامية الحقة فهو لم يثبت ، فالرجل مجهول الحال وعلى تقدير الثبوت فكتابه ( دعائم الإسلام ) غير معتبر لأن رواياته كلها مرسلة " )

========================
3- كتاب طب الأئمة .
في سند رواية القصة محمد بن سنان وغيره من المجاهيل .

=======================
آراء العلماء في هذه القصة :
1- الشيخ الطوسي .
قال في ( التبيان في تفسير القرآن ج10 ص 434 ) :
" ولا يجوز أن يكون النبي (ص) سحر على ما رواه القصاص الجهال ، لأن من يوصف بأنه مسحور فقد خبل عقله ، وقد أنكر الله تعالى ذلك في قوله تعالى ( وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا ) ، ولكن يجوز أن يكون بعض اليهود اجتهد في ذلك فلم يقدر عليه ، فأطلع الله نبيه على ما فعله حتى استخرج ما فعلوه من التمويه ، وكان دلالة على صدقه ومعجزة له "
أقول : انظروا لعلماء الشيعة كيف يجتهدون بتأويل الأمور ليتجنبوا القدح بعصمة الأنبياء عليهم السلام .

2- العلامة المجلسي :
ونقل المجلسي في الجزء 18 عن ( طب الأئمة ) ثم قال بعدها : " المشهور بين الإمامية عدم تأثير السحر في الأنبياء والأئمة (ع) وأولوا بعض الأخبار الواردة في ذلك وطرحوا بعضها .

3- الشيخ الطبرسي
( المصدر : بحار الأنوار ج 18 ص70 ) :
( روي أن لبيد بن أعصم اليهودي سحر رسول الله (ص) ثم دس ذلك في بئر لبني زريق ...
ورووا ذلك عن عائشة وابن عباس ، وهذا لا يجوز لأن من وصف بأنه مسحور فكأنه قد خبل عقله ، وقد أبى الله سبحانه ذلك في قوله ( وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا * انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا )
ولكن يمكن أن يكون اليهودي أو بناته على ما يروى اجتهدوا في ذلك فلم يقدروا عليه واطلع الله نبيه (ص) على ما فعلوه حتى استخرج وكان ذلك دلالة على صدقه (ع) وكيف يجوز أن يكون المرض من فعلهم ، ولو قدروا على ذلك لقتلوه وقتلوا كثيرا من المؤمنين مع شدة عداوتهم لهم )

4- أبو جعفر الاسترابادي
( نقل العلامة المجلسي رأي أبي جعفر الاسترابادي – يظهر من ابن حجر إنه من علماء الشافعية - في سحر اليهودي النبي (ص) حيث قال : " وهذه أخبار آحاد لا يعمل عليها في هذا المعنى ، وقد روي عن عائشة أنها قالت : سحر رسول الله (ص) في عمل فيه السحر ، وهذا معارض ذلك " ) ( بحار الأنوار ج63 ص 28 )
5- العلامة الحلي عن كتابه المنتهى
( بحار الأنوار ، ج63 ص 30 )
( قول العلامة في ( المنتهى ) : " وقد روى الجمهور عن عائشة أن النبي (ص) سحر حتى يرى أنه يفعل الشيء ولا يفعله … رواه البخاري … وهذا القول عندي باطل والروايات ضعيفة خصوصا رواية عائشة لاستحالة تطرق السحر إلى الأنبياء عليهم السلام ")
6- ابن شهرآشوب
( بحار الأنوار ، ج 31 ،ص302-303 ) :
( " المفسرون في قوله تعالى ( وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ) أنه لما سحر النبي (ص) لبيد بن أعصم اليهودي ... ... إن صح هذا الخبر فليتأول وإلا فليطرح " )

===================
استدلال المجسم على الشيعة :
قول الشيخ محمد صنقور :
( فلا محذور من الالتزام بمضمونها، إذ لا مانع من الالتزام بإمكانية تأثُّر جسد النبي (ص) بالسحر، فالعصمة الثابتة للنبي (ص) يقيناً لا تقتضي مصونية جسده من التأثر بالسحر )
قلت : وهذا القول لا يثبت مراد المجسم ، فتأثر الجسد أمر مغاير تماماً لتأثر العقل ، وهذا ما حصل مع سيدنا موسى عليه السلام على ما سنتطرق له من استدلال المجسمة بهذه الحادثة .

==================
استدلالهم بحادثة سحر موسى عليه السلام .
يقول الشيخ عبد الله دشتي في كتابه ( النفيس في رزية الخميس )
ويحاول البعض الاستدلال بقوله تعالى ( فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ) ، بتقرير إن الآية تصرح بتأثر موسى بسحرهم .
فنقول إن الذي نمنعه ويمنعه علماؤنا هو التأثير العقلي على النبي بمعنى أن يتخيل أمور لم يفعلها ، وأما أن عينه كعين غيره من الناس تتأثر بقوانين الطبيعة ، فيتخيل إليه إن العصا التي في الماء مكسورة كما يتخيل لنا ، فهذا أمر لا نمنع وقوعه للنبي ، ولكن النبي لوعيه يلتفت إلى أنها صحيحة غير مكسور ، وإن الكسر مجرد تخيل ، لا أن يعتقد أنها مكسور حقيقة كما نسبوا إلى رسول الله (ص) في أمر سحره ، ولم يكن ما فعله سحرة فرعون إلا بعض الألعاب الفيزيائية التي يتخيل معها الناظر أن الحبال والعصي تتحرك .
قال ابن كثير في تفسيره ( ج3 ، ص166 ) " وذلك أنهم أودعوها من الزئبق ما كانت تتحرك بسببه وتضطرب وتميد بحيث يخيل للناظر أنها تسعى باختيارها ، وإنما كانت حيلة "
وقال الشيخ الطوسي في ( التبيان ، ج7 ص186) : " وإنما قيل يخيل لأنها لم تكن تسعى حقيقة وإنما تحركت لأنه قيل إنه كان جعل داخلها زئبق ، فلما حميت الشمس طلب الزئبق الصعود فتحركت العصي والحبال ، فظن موسى أنها تسعى".
وقال ابن حجر في ( الفتح ج10 ، ص 225 ) : " وقوله تعالى ( يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى )هذه الآية عمدة من زعم أن السحر إنما هو تخييل ، ولا حجة له بها لأن هذه وردت في قصة سحرة فرعون ، وكان سحرهم كذلك ، قال أبو بكر الرازي في ( الأحكام ) : أخبر الله تعالى أن الذي ظنه موسى من إنها تسعى لم يكن سعيا وإنما كان تخييلا وذلك إن عصيهم كانت مجوفة قد ملئت زئبقا ... "

..................
وقد أنكر الحديث جمع من أهل السنة وصرح بذلك ابن الجوزي في ( كشف المشكل ، ج4 ص 342 ) قال : " وقد أنكر قوم من المتكلمين صحة هذا الحديث وقالوا : لو جاز أن يؤثر السحر في رسول الله (ص) لم يؤمن أن يؤثر ذلك في الوحي إليه فيقع الضلالة والجواب : ... والأنبياء بشر يجري عليهم ما يجري على البشر إلا ما يتعلق بالوحي محفوظ وهم محفوظون فيه ... "

والمنكرين للحديث وصفوهم بالمبتدعة:
سبحان الله !
من يدافع عن عصمة الأنبياء مبتدع ؟

و ذكر ذلك ابن حجر في ( الفتح ج10 ، ص 226- 227 ) قال : ( قال المازري : أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها )
وختم الشيخ دشتي بقوله وهو خلاصة الموضوع عندي وما نريد إفهامه للمجسمة :
( المهم المقدار الذي يمكن قبوله هو السحر الذي يصيب البدن دون أن يصيب عقل وإدراك النبي للأمور ، كما أيد ذلك السيد الطباطبائي ، وقد نقلنا قوله فيما سبق )

 

المصدر: أنصار ویب

إضافة تعليق جديد