ثورة الحسين عليه السلام جاءت لتغير أخلاقية الهزيمة والرذيلة
ثورة الحسين عليه السلام جاءت لتغير أخلاقية الهزيمة والرذيلة
بقلم : مازن المازني
إن ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) لم تكن ثورة زمنية او وقتية لتندثر بمرور الزمن، وإنما كانت ثورة تمثل الحق كله ضد الباطل كله، وثورة العدالة ضد الظلم، وثورة الإنسانية ضد الوحشية، وثورة الهداية ضد الضلال، على امتداد الماضي والحاضر والمستقبل وانها ستمتد ما دامت الدنيا باقية ، وما دام هناك جيشا للحق والهداية والباطل والضلالة .
فالأمة في زمن الإمام الحسين عليه السلام وقبيل تضحياته كانت تعيش أخلاقية الهزيمة وهذا ما نلاحظه جلي في التخلي عن مسلم بن عقيل عليه السلام واندثار كلمة الحق فلا احد يستطيع ان يقف بوجه الظلم والظالمين ولكن هذه أخلاقية الهزيمة تغيرت بالتضحيات الجسام التي قدمها الحسين وال الحسين عليهم السلام فبتخطيطه غير أخلاقية الهزيمة التي كان المجتمع يعيشها آنذاك ، فالمرأة التي أخذت ابنها وأخاها وزوجها قبيل التضحيات تحت ذريعة ما لنا والسلاطين عادت تقاتل وتدفع الغالي والنفيس من اجل اخذ الثار للإمام المظلوم والتأسي بعقيلة الطالبين زينب الكبرى عليها السلام .
فالحري بكل إنسان منصف ان يستفيد من ثورة الإمام الحسين عليه السلام وطاقته الهائلة من خلال الروحية المعنوية التي بعثها في نفوس البشرية والتي تعتبر أكثر طاقة روحية عرفتها البشرية من آدم أبي البشر إلى يومنا هذا .
فهو عليه السلام مثل صورة للخلق المحمدي، والكمال العلوي، ومجمع الفضائل والمكارم، والمثل العليا، وسيد أباة الضيم، ومنه تعلم الناس الإباء، وبموقفه يوم عاشوراء أعطى الأمة الإسلامية درساً عملياً في مجابهة الظالمين، والوقوف في وجه العتاة الكافرين.
إن الإنسانية في تاريخها الطويل لم تشهد موقفاً كموقف سيد الشهداء عليه السلام في يوم عاشوراء، ولم تعرف الكرة الأرضية من يوم دحوها رجلاً قابل ببضعة عشر رجلاً من أهل بيته، ونيف وسبعين من أصحابه الألوف من أعدائه والتي وصفها الشاعر بقوله :
بـجـحافـل بـالـطف أولــهـا وأخـيــرهـا بـالـشـام مـتصـل
إن يوماً واحداً من أيام الحسين عليه السلام - يوم عاشوراء- كبّرت له الدنيا، وخشعت له الإنسانية، وأشغل العالم بأسره ، فكل أيامه خالدة، وكل أدوار حياته مجيدة، واستشهاده عليه السلام قبس منير، ومشعل وضاء، ينيران لنا الدرب، ويستصرخان ضمير المسلمين للسير في الطريق الذي رسمه أبو الشهداء والأحرار.
فسلام عليك أبا الأحرار يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا وعلى آل بيتك وصحبك أجمعين .
المصدر: الصدر تایمز
إضافة تعليق جديد