الوهابية فرقة شذت وانحرفت عن أهل السنة والجماعة
الوهابية فرقة شذت وانحرفت عن أهل السنة و الجماعة
بقلم: الشيخ سعد الدين غية
الوهابية فرقة شذت وانحرفت عن أهل الجماعة وخالفت أهل السنة في العديد من المسائل وقد لخصنا أخطرها لك لتتبين ...
ومما يؤكد أنهم هم الوهابية ما جاء في كتاب محمد بن جميل زينو المدرس الوهابي في مكة الذي أسماه قطوف من الشمائل المحمدية – طبع دار الصحابة – قام بتوزيعه ونشره في لبنان الجمعية الوهابية المسماة جمعية النور والإيمان الخيرية الإسلامية ص 67 مفتخراً باسم الوهابية ويقول على زعمه: " وهابي نسبة إلى الوهاب وهو اسم من أسماء الله " وقد كذب في هذا فإن الوهابي نسبة زعميهم محمد بن عبد الوهاب.
وغير ذلك.
وكما لا يخفى، أئمة من المذاهب الأربعة ردوا على الوهابيوبينوا شذوذهم عن أهل السنة:
1- مفتي الشافعية بمكة المكرمة الشيخ أحمد زيني دحلان المتوفي سنة 1304هـ.
2- 2- مفتي الحنابلة بمكة المكرمة الشيخ محمد بن عبد الله بن حميد النجدي المتوفي سنة 1295هـ.
3- الشيخ ابن عابدين الحنفي المتوفي سنة 1252هـ.
4- الشيخ أحمد الصاوي المالكي المتوفي سنة 1241هـ.
وقال الشيخ أحمد بن زيني دحلان مفتي الشافعية بمكة المكرمة المتوفي سنة 1304هـ في "فتنة الوهابية" ص67: "وزعم محمد بن عبد الوهاب أن مراده بهذا المذهب الذي ابتدعه إخلاص التوحيد والتبري من الشرك وأن الناس كانوا على شرك منذ ستمائة سنة وأنه جدد للناس دينهم وحمل الآيات القرءانية التي نزلت في المشركين على أهل التوحيد". ا.هـ
فمعناه هم سموا الوهابية والعلماء اعتبروهم شاذين عما عليه الجمهور.
وقال الشيخ أحمد الصاوي المالكي المتوفي سنة 1241هـفي حاشيته على الجلالين ج3 ص 307 و308 طبع دار إحياء التراث العربي: " وقيل هذه الآية نزلت في الخوارج الذين يحرفون تأويل الكتاب والسنة ويستحلون بذلك دماء المسلمين وأموالهم كما هو مشاهد الآن في نظائرهم وهو فرقة بأرض الحجاز يقال لهم الوهابية يحسبون أنهم على شئ إلا أنهم هم الكاذبون استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون نسأل الله الكريم أن يقطع دابرهم"ا.هـ
وقال الشيخ ابن عابدين الحنفي في حاشيته رد المحتار ج4 ص262 طبع دار الفكر: "مطلب في اتباع ابن عبد الوهاب الخوارج في زماننا: كما وقع في زماننا في اتباع ابن عبد الوهاب الذين خرجوا من نجد وتغلبوا على الحرمين وكانوا ينتحلون مذاهب الحنابلة لكنهم اعتقدوا أنهم هم المسلمون وأن من خالف اعتقادهم مشركون واستباحوا بذلك قتل أهل السنة وقتل علمائهم".ا.هـ
فهذا قول بعض العلماء في الوهابية.
الحمد لله، نحن أهل السنة والجماعة، متمسكين بكتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.وكلامنا بفضل الله مدعم بالدليل الواضح والبرهان الساطع والحمد لله.
بيان موجز عن حال محمد بن عبد الوهاب لنجدي إمام الوهابية وبيان انحرافه عن أهل السنة
كان ابتداء ظهور أمره في الشرق سنة 1143 هـ وأشتهر أمره بعد 1150 هـ بنجد وقراها، توفي سنة 1206 هـ، وقد ظهر بدعوة ممزوجة بأفكار منه زعم أنها من الكتاب والسنة، وأخذ ببعض بدع تقي الدين أحمد بن تيمية فأحياها، وهي: تحريم التوسّل بالنبي، وتحريم السفر لزيارة قبر الرسول وغيره من الأنبياء والصالحين بقصد الدعاء هناك رجاء الإجابة من الله، وتكفير من ينادي بهذا اللفظ: يارسول الله أو يا محمد أو يا علي أو يا عبد القادر أغثني أو بمثل ذلك إلا للحي الحاضر، وإلغاء الطلاق المحلوف به مع الحنث وجعله كالحلف بالله في إيجاب الكفارة، وعقيدة التجسيم لله والتحيز في جهة.
وابتدع من عند نفسه: تحريم تعليق الحروز التي ليس فيها القرآن وذكر الله وتحريم الجهر بالصلاة على النبي عقب الآذان، وأتباعه يحترمون الإحتفال بالمولد الشريف خلافاً لشيخهم ابن تيمية.
قال الشيخ أحمد زيني دحلان مفتي مكة في أواخر السلطنة العثمانية في تاريخه تحت فصل فتنة الوهابية، : (كان في ابتداء أمره من طلبة العلم في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وكان أبوه رجلاً صالحاً من أهل العلم وكذا كان أخوه الشيخ سليمان،وكان أبوه وأخوه ومشايخه يتفرسون فيه أنه سيكون منه زيغ وضلال لما يشاهدونه من أقواله وأفعاله ونزغاته في كثير من المسائل، وكانوا يوبخونه ويحذرون الناس منه، فحقق الله فراستهم فيه لما ابتدع ما ابتدعه من الزيغ والضلال الذي أغوى به الجاهلين وخالف فيه أئمة الدين،وتوصل بذلك إلى تكفير المؤمنين فزعم أن زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) والتوسل به بالأنبياء والأولياء الصالحين عند التوسل بهم شرك، وكذا نداء غيره من الأنبياء والأولياء الصالحين عند التوسل بهم شرك، وأن من أسند شيئاً لغير الله ولو على سبيل المجاز العقلي يكون مشركاً نحو: نفعني هذا الدواء، وهذا الولي الفلاني عند التوسل به في شئ، وتمسك بأدلة لا تنتج له شيئاً من مرامه، وأتى بعبارات مزورة وزخرفها ولبّس بها على العوام حتى تبعوه، وألف لهم في ذلك رسائل حتى اعتقدوا كفر كثر أهل التوحيد" ا هـ.
إلى أن قال : "وكان كثير من مشايخ ابن عبد الوهاب بالمدينة يقولون: سيضل هذا أو يضل الله به من أبعده وأشقاه، فكان الأمر كذلك. وعم محمد ابن عبد الوهاب أن مراده بهذا المذهب الذي ابتدعه إخلاص التوحيد والتبري من الشرك، وأن الناس كانوا على الشرك منذ ستمائة سنة، وأنه جدّد للناس دينهم، وحمل الآيات القرآنية التي نزلت في المشركين على أهل التوحيد كقوله تعالى: (وَ مَن أَضَلُّ مِمَّن يَدعو مِن دُون الله ِ مَن لَّا يستجيبُ لَهُ إلى يومِ القِيامةِ وَهُم عَن دعائهم غَافلون)، ( سورة الأحقاف /5). وكقوله تعالى (وَلا تَدعُ من دونِ الله ِ ما لا ينفّعُكّ وّلّا يّضُرُّكَ فَإن فعلتَ فَإنَكَ إذاً مِّن الظالمينَ) (سورة يونس / 106)، وكقوله تعالى (والَّذينَ يَدعُونَ مِن دونهِ لاَ يَستَجيبُونَ لَهُم بِشئٍ) (سورة الرعد / 14).
وأمثال هذه الآيات في القرآن كثيرة، فقال محمد بن عبد الوهاب: من استغاث بالنبي (صلى الله عليه وسلم) وغيره من الأنبياء والأولياء الصالحين أو ناداه أو سأله الشفاعة فإنه مثل هؤلاء المشركين ويدخل في عموم هذه الآيات، وجعل زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) وغيره من الأنبياء والأولياء الصالحين مثل ذلك –يعني للتبرك – وقال في قوله تعالى حكاية عن المشركين في عبادة الأصنام: (مَا نَعبُدُهُم إلَّا ليقربُنا إلى الله زُلفَى) (سورة الزمر/3)" اهـ.
ثم قال : "روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في وصف الخوارج أنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فحملوها على المؤمنين"، وفي رواية عن ابن عمر أيضاً أنه (صلّى الله عليه وسلم) قال "أخوف ما اخاف على امتي رجل يتأول القرآن يضعه في غير موضعه" فهو وما قبله صادق على هذه الطائفة" اهـ.
ثم قال : "وممن ألف في الرد على ابن عبد الوهاب أكبر مشايخه وهو الشيخ محمد بن سليمان الكردي مؤلف حواشي شرح ابن حجر على متن بأفضل "، فقال من جملة كلامه: "يا ابن عبد الوهاب إني أنصحك أن تكف لسانك عن المسلمين" اهـ.
ثم قال الشيخ أحمد زيني دحلان : "ويمنعون من الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) على المنائر بعد الآذان حتى إن رجلاً صالحاً كان أعمى وكان مؤذننا وصلى على النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد الآذان بعد أن كان المنع منهم، فأتوا به إلى محمد بن عبد الوهاب فأمر به أن يقتل فقتل. ولو تتبعت لك ماكانوا يفعلونه من أمثال ذلك لملأت الدفاتر والأوراق وفي هذا القدر كفاية" ا.هـ.
أقول: ويشهد ما ذكره من من تكفيرهم من يصلي على النبي أي جهراً على المئاذن عقب الآذان ما حصل في دمشق الشام من أن مؤذن جامع الدقاق قال عقب الآذان كعادة البلد: الصلاة والسلام عليك يا رسول الله جهراً، فكان وهابي في صحن المسجد فقال بصوت عال: هذا حرام هذا مثل الذي ينكح أمه، فحصل شجار بين الوهابية وبين أهل السنة وضرب، فرفع الأمر إلى مفتي دمشق ذلك الوقت وهو أبو اليسر عابدين فاستدعى المفتي زعيمهم ناصر الدين الألباني فألزمه أن لا يدرّس وتوعده إن خالف ما ألزمه بالنفي من البلاد.
وقال الشيخ دحلان ما نصه : "كان محمد بن عبد الوهاب الذي ابتاع هذه البدعة يخطب للجمعة من مسجد الدرعية ويقول في كل خطبه: " ومن توسل بالنبي فقد كفر"، وكان أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب من أهل العلم، فكان ينكر عليه إنكاراً شديدياً في كل مايفعله أو يأمر به ولم يتبعه في شئ مما ابتدعه، وقال له أخوه سليمان يوماً: كم أركان الإسلام يا محمد بن عبد الوهاب؟ فقال خمسة، فقال: أنت جعلتها ستة، السادس: من لم يتبعك فليس بمسلم هذا عندك ركن سادس للإسلام. وقال رحل آخر يوماً لمحمد بن عبد الوهاب: كم يعتق الله كل ليلة في رمضان؟ فقال له: يعتق في كل ليلة مائة ألف، في آخر ليلة يعتق مثل ما أعتق في الشهر كله، فقال له: لم يبلغ من اتبعك عشر عشر ماذكرت فمن هؤلاء المسلمون الذين يعتقهم الله تعالى وقد حصرت المسلمين فيك وفيمن اتبعك، فبهت الذي كفر. ولما طال النزاع بينه وبين أخيه خاف أخوه أن يأمر بقتله فارتحل إلى المدينة المنورة وألف رسالة في الرد عليه وأرسلها له فلم ينته. وألف كثير من علماء الحنابلة وغيرهم رسائل في الرد عليه وأرسلوها له فلم ينته. وقال له رجل آخر مرة وكان رئيساً على قبيلة بحيث أنه لا يقدر أن يسطو عليه: ما تقول إذا أخبرك رجل صادق ذو دين وأمانة وأنت تعرف صدقه بأن قوماً كثيرين قصدوك وهم وراء الجبل الفلاني فأرسلت ألف خيال ينظرون القوم الذين وراء الجبل فلم يجدوا أثراً ولا أحداً منهم، بل جاء تلك الأرض أحد منهم أتصدق الألف أم الواحد الصادق عندك؟ فقال: أصدق الألف، فقال له: إن جميع المسلمين من العلماء الأحياء والأموات في كتبهم يكذبون ما أتيت به ويزيفونه فنصدقهم ونكذبك، فلم يعرف جواباً لذلك. وقال له رجل آخر مرة: هذا الدين الذي جئت منه متصل أم منفصل؟ فقال له حتى مشايخي ومشايخهم إلى ستمائة سنة كلهم مشركون، فقال له الرجل: إن دينك منفصل لا متصل، فعمّن أخذته؟ فقال: وحي إلهام كالخضر، فقال له: إذن ليس ذلك محصوراً فيك، كل أحد يمكنه أن يدعي وحي الإلهام الذي تدعيه، ثم قال له: إن التوسل مجمع عليه عند أهل السنة حتى ابن تيمية فإنه ذكر فيه وجهين ولم يذكر أن فاعله يكفر".اهـ.
ويعني بالستمائة سنة القرن الذي كان فيه ابن تيمية وهو السابع إلى الثامن الذي توفي فيه ابن تيمية إلى القرن الثاني عشر. وهي التي يقول فيها ابن عبد الوهاب إن الناس فيها كانوا مشركين وإنه هو الذي جاء بالتوحيد ويعتبر ابن تيمية جاء بقريب من دعوته في عصره، كأنه يعتبره قام في عصر انقرض فيه الإسلام والتوحيد فدعا إلى التوحيد وكان هو التالي في عصره الذي كان فيه وهو القرن الثاني عشر الهجري. فهذه جرأة غريبة من هذا الرجل الذي كفر مئات الملايين من أهل السنة وحصر الإسلام في أتباعه الذي لا يتجاوز عددهم نحو المائة ألف. وأهل نجد الحجاز الذي هو وطنه لم يأخذ أكثرهم بعقيدته في حياته وإنما كان الناس يخافون منه لما علموا من سيرته لأنه كان يسفك دماء من لم يتبعه. وقد وصفه بذلك الأمير الصنعاني صاحب كتاب سبل الإسلام فقال فيه أولاً قبل أن يعرف حال قصيدة أولها:
سلام على نجد ومن حل في نجد وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي
وهذه القصيدة مذكورة في ديوانه وهو مطبوع، وتمامها أياضً في البدر الطالع للشوكاني والتاج المكلل لصديق خان فطارت كل مطار، ثم لما بلغه ما عليه ممدوحه من سفك الدماء ونهب الأموال والتجرئ على قتل النفوس ولو بالإغتيال وإكفار الأمة المحمدية في جميع الأقطار رجع عن تأييده وقال:
رجعت عن القول الذي قلت في النجدي فقد صح لي عنه خلاف الذي عندي
ظننت به خيراً فقلت عسى عسى نجد ناصحاً يهدي العباد ويستهدي
لقد خاب فيه الظن لا خاب نصحنا وما كل ظن للحقائق له يهدي
وقد جاءنا من أرضه الشيخ مِربَدُ فحقّق من أحواله كل ما يبدي
وقد جاء من تأليفه برسائل يكفر أهل الأرض فيها على عمد
ولفق في تكفيرهم كل حجة تراها كبيت العنكبوت لدى النقد
إلى آخر القصيدة، ثم شرحها شرحاً يكشف عن أحوال محمد بن عبد الوهاب من الغلو والإسراف في القتل والنهب ويرد عليه، وسمى كتابه: "إرشاد وي الألباب إلى حقيقة أقوال بن عبد الوهاب".
وقد ألف أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب رسالة في الرد على أخيه كما ذكرنا سمّاها " الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية"، وهي مطبوعة، وأخرى سماها "فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب".
قال مفتي الحنابلة بمكة المتوفي سنة 1295 هـ الشيخ محمد بن عبد الله النجدي الحنبلي في كتابه "السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة" في ترجمة والد محمد بن عبد الوهاب بن سليمان ما نصّه: ("وهو والد محمد صاحب الدعوة التي انتشر شررها في الآفاق، لكن بينهما تباين مع أن محمداً لم يتظاهر بالدعوة إلا بعد موت والده، وأخبرني بعض من لقيته عن بعض أهل العلم عمّن عاصر الشيخ عبد الوهاب هذا أنه كان غضبان على ولده محمد لكونه لم يرض أن يشتغل بالفقه كأسلافه وأهل جهته ويتفرس فيه أن يحدث منه أمر، فكان يقول للناس: يا ماترون من محمد من الشر، فقدّر الله أن صار ما صار، وكذلك ابنه سليمان أخو الشيخ محمد كان منافياً له في دعوته ورد عليه رداً جيداً بالآيات والآثار لكون المردود عليه لا يقبل سواهما ولا يلتفت إلى كلام عالم متقدماً أو متأخراً كائناً من كان غير الشيخ تقي الدين بن تيمية وتلميذه ابن القيم فإنه يرى كلامهما نصاً لا يقبل التأويل ويصول به على الناس وإن كلامهما على غير ما يفهم، وسمى الشيخ سليمان رده على أخيه "فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب" وسلّمه الله من شره ومكره مع تلك الصولة الهائلة التي أرعبت الأباعد، فإنه كان إذا باينه أحد ورد عليه ولم يقدر على قتله مجاهرة يرسل إليه من يغتاله في فراشه أو في السوق ليلاً لقوله بتكفير من خالفه واستحلاله قتله، وقيل أن مجنوناً كان في بلدة ومن عادته أن يضرب من واجهه ولو بالسلاح، فأمر محمد أن يعطى سيفاً ويدخل على أخيه الشيخ سليمان وهو في المسجد وحده، فأدخل عليه فلما رآه الشيخ سليمان خاف منه فرمى المجنون السيف من يده وصار يقول: يا سليمان لا تخف إنك من الآمنين ويكررها مراراً، ولا شك أن هذه من الكرامات".اهـ.
وقول مفتي الحنابلة الشيخ بن عبد الله النجدي إن أبا محمد بن عبد الوهاب كان غاضباً عليه لأنه لم يهتم بالفقه معناه أنه ليس من المبرزين في الفقه ولا بالحديث، وإنما دعوته الشاذة شهرته، ثم أصحابه غلوا في محبته فسموه شيخ الإسلام والمجدد، فتباً لهم وله، فليعلم ذلك المفتونون والمغرورون به لمجرد الدعوة، فلم يترجمه أحد المؤرخين المشهورين في القرن الثاني عشر بالتبريز في الفقه ولا في الحديث.
قال ابن عابدين الحنفي في رد المحتار مانصه : "مطلب في أتباع ابن عبد الوهاب الخوارج في زماننا: قوله: "ويكفرون أصحاب نبينا (صلى الله عليه وسلم)" علمت أن هذا غير شرط في مسمى الخوارج، بل هو بيان لمن خرجوا على سيدنا علي رضي الله تعالى عنه، وإلا فيكفي فيهم اعتقادهم كفر من خرجوا عليه، كما وقع في زماننا في أتباع محمد بن عبد الوهاب الذين خرجوا من نجد وتغلّبوا على الحرمين، وكانوا ينتحلون مذهب الحنابلة، لكنهم اعتقدوا أنهم هم المسلمون وأن من خالف اعتقادهم مشركون، واستباحوا بذلك قتل أهل السنة قتل علمائهم حتى كسر الله شوكتهم وخرب بلادهم وظفر بهم عساكر المسلمين عم ثلاث وثلاثين ومائتين وألف". اهـ.
وقال الشيخ أحمد الصاوي المالكي في تعليقه على الجلالين م نصه: "وقيل هذه الآية نزلت في الخوارج الذين يحرفون تأويل الكتاب والسنة ويستحلون بذلك دماء المسلمين وأموالهم كما هو مشاهد الآن في نظائرهم، وهم فرقة بأرض الحجاز يقال لهم الوهابية يحسبون أنهم على شئ ألا أنهم هم الكاذبون، استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون، نسأل الله الكريم أن يقطع دابرهم" اهـ.
أئمة من المذاهب الأربعة ردوا على الوهابية وبينوا شذوذهم عن أهل السنة:
1- مفتي الشافعية بمكة المكرمة الشيخ أحمد زيني دحلان المتوفي سنة 1304هـ.
2- مفتي الحنابلة بمكة المكرمة الشيخ محمد بن عبد الله بن حميد النجدي المتوفي سنة 1295هـ.
3- الشيخ ابن عابدين الحنفي المتوفي سنة 1252هـ.
4- الشيخ أحمد الصاوي المالكي المتوفي سنة 1241هـ.
المصدر: شیعة ویب
إضافة تعليق جديد