هل كان الحسين ملاحقا من أعوان يزيد ؟ واضطر اخيرا إلى خوض معركة أم كان ثائرا ؟
سؤال : هل كان الحسين ملاحقا من أعوان يزيد ؟ واضطر اخيرا إلى خوض معركة أم كان ثائرا ؟
الجواب: الناظر إلى مجمل حركة الامام الحسين عليه السلام ، يقطع بأنه لم تكن تلك إلا ما عبر عنه ( اللهم إنك تعلم أنه لم يكن ما كان منا تنازعا في سلطان ولا التماسا لشيء من فضول الحطام ولكن لنرد المعالم من دينك ، وتقام المعطلة من حدودك فيأمن المظلومون في بلادك ) .
وأنه لم يكن سلام الله عليه إلا ثائرا آثر العز والشهادة على الذل والحياة الذميمة فقال ( فليرغب المؤمن في لقاء الله محقا فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما ) . وأقسم أنه لا يعطي بيده إعطاء الذليل ولا يفر فرار العبيد .
بل إنه رفض أن يتنكب الطريق الأعظم من المدينة المنورة إلى مكة ، مع أن البعض نصحوه بأن يفعل ذلك كما فعل ابن الزبير ، فلم يقبل منهم . وبعدها من مكة إلى كربلاء خرج جهارا أمام الملأ ، إلا حين كادت أن تحصل المواجهة بينه وبين الحر بن يزيد الرياحي ، الذي اقترح عليه أن لا يدخل الكوفة ، فسار على غير الجادة .
إن الملاحَق أو المنهزم لا يفوت على نفسه فرصة النجاة لو حصلت ، بينما حصل للحسين ، وعُرض عليه العديد من فرص ( النجاة ) .. وكان الحسين عليه السلام لا يبحث عن فرصة لنجاته وإنما كان يريد إنقاذ الدين ، وإحياء ما مات منه حتى لو أدى ذلك إلى أن يكون شهيدا في هذا الطريق .
فما رأى السبط للدين الحنيف شفــا إلا إذا دمه في كربلا سفكــا
وهذا هو ما لم يفهمه بعض من عاصره ، ولذلك طفقوا يقترحون عليه مرة أن يعتصم بالبيت الحرام حتى ينجو فإنه أعز واحد في الحرم !! ، وأخرى يشار عليه بأن يذهب إلى اليمن فإنهم شيعة أبيه ، وثالثة يشاور في أمر الذهاب إلى جبال آجا وسلمى !! بل أشار عليه بعضهم بأن ( أوَلا تنزل على حكم بني عمك ؟ فإنهم لن يُروك إلا ما تحب !!) .
وعرض عليه عمر بن سعد ذلك ، ولكن الحسين عليه السلام ، ما كان يبحث عن نجاته هو وإنما كان يبحث عن تحقيق هدفه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
إضافة تعليق جديد