أطفال غزة.. براءة بین برکتی الدم والدموع
أطفال غزة.. براءة بین برکتی الدم والدموع
طهران/ 27 آب / اغسطس/ ارنا - الموت فی قطاع غزة بات خبزا یومیا هذه الأیام، وقد تعود علیه الکبار هناک دون الأطفال، فقد قضی منهم من قضی تحت سیاط القصف، وأما من بقی علی قید الحیاة فتغیرت حیاته عنوة فی تفاصیل الدمار والحصار والجوع والدم.
[أطفال غزة.. براءة بین برکتی الدم والدموع]
أشلاء الأطفال ولعبهم المطمورة بین الأنقاض ومدارسهم المدکوکة ودماءهم التی تسیل لیل نهار ونعوشهم التی تجوب الشوارع فی طوابیر الدفن الجماعی وأطرافهم الصغیرة المطلة فی أحیاء بین شقوق الأبنیة المتداعیة، تروی بأدق العبارات والمعانی حجم المأساة، وعمق المصاب.
لکن الأرقام أیضا لسان حال آخر یضیف ما تبقی من معانی الصورة المعتمة المشرذمة فی تلک الربوع، فقد أکد صندوق الأمم المتحدة للطفولة ˈالیونیسیفˈ أن الأطفال یشکلون ما نسبته 31% من الضحایا المدنیین الذین سقطوا بسبب الهجوم الإسرائیلی علی قطاع غزة منذ بدایته فی یولیو الماضی.
ووفقا لإحصائیات ذکرتها یونیسف أواخر الشهر الماضی، فإن أکثر من 10 أطفال یقتلون یومیا فی القطاع، وکان أصغرهم رضیع فی شهره الثالث.
کما أشار تقریر للمنظمة الدولیة أن ما یزید عن 2000 طفل علی الأقل تعرضوا لإصابات وجروح متعددة المستویات جراء عملیات القصف العشوائی.
ندوب نفسیة غائرة
وفی کثیر من الأحیان تلعب الأقدار دورا فی کتابة عمر جدید لبعض الأطفال فالبیوت والمنشآت والمدارس التی ینالها القصف یخرج من تحت أنقاضها صغار کتبت لهم الحیاة مرة أخری، لکن خروجهم هذا لم ولن یکون دون ضریبة ولا مخلفات علیهم.
فقد أجمع خبراء عدیدون أن التجارب المریرة الحیاتیة السیئة التی عایشها هؤلاء الأطفال فی الحرب، تؤدی آنیا إلی اختلال فی السلوک واضطرابات فی النوم وتلعثم فی الکلام ، وفقدان الثقة بالنفس، وقد تؤدی حتی إلی إصابة الأطفال بالتبول اللاإرادی والإعراض عن الکلام.
وعلی المدی البعید تطل مشکلات ما بعد الصدمة برأسها فی حیلة هؤلاء الصغار، وتظهر علیهم أعراض القلق المزمن والأرق الدائم، وأحیانا تنتابهم نوبات من البکاء مع کل اجترار لذکریاتهم السیئة.
کما تأخذ الندوب النفسیة التی تصیب الأطفال الذین عاشوا الحروب، أشکالا متعددة ودرجات مختلفة متباینة الشدة، وعادة ما ترتبط بعمر الطفل ودرجة إدراکه، فإدراک الطفل فوق عمر الثلاث سنوات یکون متطورا، وبالتالی یتأثر هذا الأخیر أکثر بما یشاهده، بخلاف من هم تحت هذا السن.
ویصبح من الصعب علی هؤلاء، التأقلم مع محیطهم مجددا، ما یعنی أننا فی انتظار جیل مضطرب نفسیا وسلوکیا خاصة إن لم تُتَعهد هذه الندوب النفسیة بعنایة فی محاولة لتخفیف وطأتها وعمقها وتداعیاتها.
ویکفی أن نحاول التکلم مع أحد هؤلاء الصغار الناجین من الموت أو أن نمنحه فرصة للرسم، حتی تری مقدار المصاب الجلل الذی حل بهؤلاء.
وکثیرا ما تتردد عبارات الأطفال البریئة والبلیغة عبر وسائل الإعلام لتقدم صورة عن مقدار ما حل بهم وما ینتظر سکان القطاع من جهود لإنقاذ ما یمکن إنقاذه فی عوالمهم المهشمة، إذ یقول أحد هؤلاء الأطفال للعالمˈأتمنی أن أعیش کما یعیش جمیع أطفال العالم.. أتمنی أن تنتهی الحرب لکی نتمکن من العودة إلی المدرسة.. سمعت صوت قنابل فرکضت بعیدا.. رأیت البیت وهو یقصف.. وتحطمت النوافذ والباب.. لقد ذهب کل شیء..ˈ.
وعلی وقع هذه الکلمات یمکن أن نستشف معانی عدیدة فی هذه الرسالة البلیغة، وأن ندرک جیدا مقدار ترکة الجراح العمیقة المتنامیة علی کل الصعد فی عوالم هؤلاء الأطفال، والتی تنتظر یتم جمع شعثها ولملمة صفحات دفاترها المبعثرة بین برک الدم والدموع.
المصدر : فلسطین الیوم أطفال غزة.. براءة بین برکتی الدم والدموع
طهران/ 27 آب / اغسطس/ ارنا - الموت فی قطاع غزة بات خبزا یومیا هذه الأیام، وقد تعود علیه الکبار هناک دون الأطفال، فقد قضی منهم من قضی تحت سیاط القصف، وأما من بقی علی قید الحیاة فتغیرت حیاته عنوة فی تفاصیل الدمار والحصار والجوع والدم.
[أطفال غزة.. براءة بین برکتی الدم والدموع]
أشلاء الأطفال ولعبهم المطمورة بین الأنقاض ومدارسهم المدکوکة ودماءهم التی تسیل لیل نهار ونعوشهم التی تجوب الشوارع فی طوابیر الدفن الجماعی وأطرافهم الصغیرة المطلة فی أحیاء بین شقوق الأبنیة المتداعیة، تروی بأدق العبارات والمعانی حجم المأساة، وعمق المصاب.
لکن الأرقام أیضا لسان حال آخر یضیف ما تبقی من معانی الصورة المعتمة المشرذمة فی تلک الربوع، فقد أکد صندوق الأمم المتحدة للطفولة ˈالیونیسیفˈ أن الأطفال یشکلون ما نسبته 31% من الضحایا المدنیین الذین سقطوا بسبب الهجوم الإسرائیلی علی قطاع غزة منذ بدایته فی یولیو الماضی.
ووفقا لإحصائیات ذکرتها یونیسف أواخر الشهر الماضی، فإن أکثر من 10 أطفال یقتلون یومیا فی القطاع، وکان أصغرهم رضیع فی شهره الثالث.
کما أشار تقریر للمنظمة الدولیة أن ما یزید عن 2000 طفل علی الأقل تعرضوا لإصابات وجروح متعددة المستویات جراء عملیات القصف العشوائی.
ندوب نفسیة غائرة
وفی کثیر من الأحیان تلعب الأقدار دورا فی کتابة عمر جدید لبعض الأطفال فالبیوت والمنشآت والمدارس التی ینالها القصف یخرج من تحت أنقاضها صغار کتبت لهم الحیاة مرة أخری، لکن خروجهم هذا لم ولن یکون دون ضریبة ولا مخلفات علیهم.
فقد أجمع خبراء عدیدون أن التجارب المریرة الحیاتیة السیئة التی عایشها هؤلاء الأطفال فی الحرب، تؤدی آنیا إلی اختلال فی السلوک واضطرابات فی النوم وتلعثم فی الکلام ، وفقدان الثقة بالنفس، وقد تؤدی حتی إلی إصابة الأطفال بالتبول اللاإرادی والإعراض عن الکلام.
وعلی المدی البعید تطل مشکلات ما بعد الصدمة برأسها فی حیلة هؤلاء الصغار، وتظهر علیهم أعراض القلق المزمن والأرق الدائم، وأحیانا تنتابهم نوبات من البکاء مع کل اجترار لذکریاتهم السیئة.
کما تأخذ الندوب النفسیة التی تصیب الأطفال الذین عاشوا الحروب، أشکالا متعددة ودرجات مختلفة متباینة الشدة، وعادة ما ترتبط بعمر الطفل ودرجة إدراکه، فإدراک الطفل فوق عمر الثلاث سنوات یکون متطورا، وبالتالی یتأثر هذا الأخیر أکثر بما یشاهده، بخلاف من هم تحت هذا السن.
ویصبح من الصعب علی هؤلاء، التأقلم مع محیطهم مجددا، ما یعنی أننا فی انتظار جیل مضطرب نفسیا وسلوکیا خاصة إن لم تُتَعهد هذه الندوب النفسیة بعنایة فی محاولة لتخفیف وطأتها وعمقها وتداعیاتها.
ویکفی أن نحاول التکلم مع أحد هؤلاء الصغار الناجین من الموت أو أن نمنحه فرصة للرسم، حتی تری مقدار المصاب الجلل الذی حل بهؤلاء.
وکثیرا ما تتردد عبارات الأطفال البریئة والبلیغة عبر وسائل الإعلام لتقدم صورة عن مقدار ما حل بهم وما ینتظر سکان القطاع من جهود لإنقاذ ما یمکن إنقاذه فی عوالمهم المهشمة، إذ یقول أحد هؤلاء الأطفال للعالمˈأتمنی أن أعیش کما یعیش جمیع أطفال العالم.. أتمنی أن تنتهی الحرب لکی نتمکن من العودة إلی المدرسة.. سمعت صوت قنابل فرکضت بعیدا.. رأیت البیت وهو یقصف.. وتحطمت النوافذ والباب.. لقد ذهب کل شیء..ˈ.
وعلی وقع هذه الکلمات یمکن أن نستشف معانی عدیدة فی هذه الرسالة البلیغة، وأن ندرک جیدا مقدار ترکة الجراح العمیقة المتنامیة علی کل الصعد فی عوالم هؤلاء الأطفال، والتی تنتظر یتم جمع شعثها ولملمة صفحات دفاترها المبعثرة بین برک الدم والدموع.
المصدر : فلسطین الیوم
إضافة تعليق جديد