اصحاب الامام الحسين (عليه السلام ) يوم الطف
إنّ المؤرّخين ذكروا أنصار
الإمام الحسين عليه السلامفاتفقوا في كثير منهم واختلفوا في بعضهم . فاخترنا من هذا وذلك فذكرنا المتفق عليهم وأضفنا بعض المختلف فيهم . فخرجنا بهذه الحصيلة ، ونسأل من الله التوفيق .
1 ـ أنس بن الحارث الكاهلي الاسدي :
صحابي جليل كبير السن ، وكان ممن رأى
النبي صلى الله عليه وآله وسمع حديثه وشهد بدراً وحنيناً وعندما أراد البراز شدّ وسطه بعمامته ، ورفع حاجبيه عن عينيه بعصابته ، فبكى الامام الحسين عليه السلام لحاله .
من أرجوزته :
قد علمت كاهلها ودودان والخندفيون وقيس عيلان بأن قومي آفة للأقران
2 ـ حبيب بن مظاهر الأسدي الفقعسي :
كان صحابياً رأى النبي صلى الله عليه وآله وصحب
الإمام علي عليه السلام في حروبه كلها ، وكان من خاصته وحملة علومه ، وكان مع مسلم بن عقيل يأخذ البيعة من أهل الكوفة للإمام الحسين عليه السلام . وكان قائداً على المسيرة في يوم عاشوراء وعلى كبر سنه قاتل قتال الأبطال ، وقد هدّ مصرعه الحسين عليه السلام فقال : « عند الله أحتسب نفسي وحماة أصحابي » .
وكان من رجزه يوم برز للقتال :
أنا حبيب وأبـي مظّـهر |
فـارس هيجاء وحرب تسعر |
أنتـم أعـد عدّة وأكـثر |
ونـحن أوفـى منكم وأصبر |
ونحن أعلـى حـجة وأظهر |
حقّاً وأتقـى منكـم وأغدر |
3 ـ مسلم بن عوسجة الأسدي :
صحابي جليل : وكان فارساً شجاعاً ، له ذكر في المغازي والفتوح الاسلامية ، ويعدّ من أبرز أنصار الامام الحسين عليه السلام ، وكان شريفاً في قومه ، وشخصية أسدية كبرى ، ومن شخصيات الكوفة البارزة ، وكان ممن يأخذ البيعة للامام الحسين عليه السلام :
وحينما برز كان يرتجز :
إن تسألـوا عنّي فإنّي ذو لبد |
من فرع قومٍ في ذرىُ بـني أسد |
فمن بغانا حايد عن اسـر شد |
وكـافر بدين جبّـار صَمــد |
وقال الإمام الحسين عليه السلام عند مصرعه : « رحمك الله يا مسلم (
فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر) .
4 ـ عمرو بن خالد الأسدي الصيداوي
كان شريفاً في الكوفة ، مخلص الولاء لأهل البيت عليهم السلام ، قام مع مسلم بن عقيل حتى إذا خانته أهل الكوفة لم يسعه إلا الاختفاء ، فخرج الى كربلاء مع ولده خالد ومولاه سعد . فلحقوا بالامام الحسين عليه السلام في عذيب الهجانات .
وكان من رجزه :
إليك يا نفس الـى الرحمن |
فأبشري بالروح والريحان |
اليوم تجزين على الإحـسان |
قد كان منـك غابر الزمان |
ما خطّ في اللوح لدى الديّان |
لا تجـزعي فكلّ حيّ فان |
والصبر امضى لك بالأمـان |
يا معشر الأزد وبني قحطان |
5 ـ خالد بن عمرو بن خالد الاسدي الصيداوي
جاء مع أبيه إلى الإمام الحسين عليه السلام وقد برز بعد استشهاد أبيه .
وكان من رجزه :
صبراً على الموت بني قحطــان |
كيما تكونوا في رضى الرحــمن |
ذي المجـد والعـزة والبـرهان |
ذو الكلى والطـول والإحسـان |
يا أبتا قد صـرت في الجنــان |
في قصـر درّ حسـن البنيــان |
6 ـ سعد بن عبد الله مولى عمرو بن خالد الأسدي
كان هذا المولى سيّداً شريف النفس والهمّة تبع مولاه في المسير إلى الامام الحسين عليه السلام ، وقاتل بين يديه حتى استشهد .
7 ـ أبو ثمامة عمرو بن عبد الله الصائدي
كان تابعيّاَ ومن فرسان العرب ووجوه العرب ، ومن أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وشهد معه مشاهده ، ثم صحب الامام الحسن عليه السلام ، ولمّا جاء مسلم بن عقيل قام معه وصار يقبض الأموال من الشيعة لشراء السلاح ، ثم خرج إلى الإمام الحسين عليه السلام ومعه نافع بن هلال الجملي .
وهو الذي ذكر وقت الصلاة فقال للامام عليه السلام : . . . وأحبّ أن القى الله ربي وقد صلّيت معك ، فقال له عليه السلام : « ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلّين الذاكرين ، نعم هذا أول وقتها » .
وكان من رجزه :
عــزاء لآل المصـطفى وبناته |
علـى حسين خير الناس سبط محمد |
عـزاء لزهـراء النبـي وزوجها |
خزانة علـم الله من بعـد أحمـد |
عزاء لأهل الشرق والغرب كلّهم |
وحزناً على حبس الحسـين المسدّد |
فمـن مبلـغ عنّ النبـي وبنتـه |
بــأن ابنـــكم مجهداي مجيبه |
وقتله ابن عمّ له ، كان له عدوّاً .
8 ـ برير بن خضير الهَمداني المشرقي
كان برير شيخاً تابعياً ناسكاً ، ومن شيوخ القرّاء في جامع الكوفة ، ومن شيوخ الهمدانيين في الكوفة ، التحق بالامام الحسين عليه السلام في مكّة وسار معه إلى الكوفة ، وقد خطب بمعسكر عمر بن سعد ، فأوعظهم وأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر فلم يتعظوا ، وقد برز إليهم وهو يرتجز ويقول :
أنا بريـر وأبـي خضـير |
ليث يروع الأسد عن الزير |
يعرف فينا الخير أهل الخير |
أضربكم ولا أرى من خير |
كذلك فعل الخير في برير.
9 ـ عابس بن أبي شبيب الشاكري
كان رئيساً شجاعاً خطيباً ناسكاً متهجّداً وكانت بنو شاكر من المخلصين بولاء أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو الذي خطب في منزل المختار ـ عندما قرأ مسلم بن عقيل عليه السلام رسالة الإمام الحسين عليه السلام ـ فقال : ولاُقاتلنّ معكم عدوّكم ، ولأصربنّ بسيفي دونكم حتى ألقى الله ، لا أريد بذلك إلا ما عند الله .
10 ـ شرذب بن عبد الله الشاكري الهمداني
كان من رجال الشيعة ووجوهها ، ومن الفرسان المعدودين ، وكان حافظاً للحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام ، صحب شوذب عابساً مولاه من الكوفة إلى مكّة بعد قدوم مسلم الكوفة بكتاب لمسلم ووفادة على الحسين عليه السلام وبقي معه حتى جاء إلى كربلاء .
11 ـ حنظلة بن أسعد الهمداني الشبامي
كان وجهاً من وجوه الشيعة ، شجاعاً قارئاً ، وكان الامام الحسين عليه السلام يرسله إلى عمر بن سعد أيام الهدنة ، إلى أن جاء يوم العاشر فطلب الإذن للبراز فتقدّم وهو ينادي : ياقوم إنّي أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح . . . فقال له الامام الحسين عليه السلام : يابن أسعد إنّهم قد استوجبوا العذاب حين ردّوا عليك ما دعوتهم إليه .
فقال : صدقت جعلت فداك ، أفلا نروح إلى ربّنا ونلحق باخواننا ؟ فقال عليه السلام : رُح إلى خير من الدنيا وما فيها .
12 ـ عبد الرحمن بن عبد الله الهمداني الأرحبي
كان وجهاً تابعيّاً شجاعاً مقداماً ، أوفده أهل الكوفة إلى الإمام الحسين عليه السلام في مكّة مع قيس بن مسهر ، ورجع مع مسلم عليه السلام إلى الكوفة ثم عاد عبد الرحمن إلى الامام الحسين عليه السلام ، وفي يوم العاشر استأذن للقتال فتقدّم وهو يقول :
صبراً على الأسياف والأسنة |
صبراً عليها لدخول الجنّة |
13 ـ سيف بن الحارث الجابري الهمداني ومالك بن عبد الله الجابري الهمداني
جاءا إلى الإمام الحسين عليه السلام مع ابن عمّه وأخيه لأمّه ، فلمّا رأيا الحسين عليه السلام في يوم العاشر بتلك الحال ، جاءا إليه يبكيان فقال لهما : « أي ابني أخويّ ما يبكيكما ؟ فوالله إنّي لأرجو أن تكونا بعد ساعة قريري العين » فقالا : جعلنا الله فداك ، لا والله ما على أنفسنا نبكي ، ولكن نبكي عليك نراك قد أحيط بك ولا نقدر على أن نمنعك بأكثر من أنفسنا ، فتقدّما للبراز يتسابقان إلى القوم ويلتفتان إلى الإمام الحسين عليه السلام ويقولان : السلام عليك يابن رسول الله .
14 ـ شبيب مولى الحارث بن سريع الجابري
كان بطلاً شجاعاً جاء مع سيف ومالك ابني سريع ، قُتل في الحملة الأولى التي قتل فيها جملة من أصحاب الامام الحسين ، وذلك قبل الظهر في اليوم العاشر .
إضافة تعليق جديد