في رحاب النبي الأكرم (ص)

حياة النبي الأكرم (ص)

 في رحاب النبي الأكرم (ص)
رغم أن اليوم يصادف ذكرى ميلاد موسى بن جعفر (عليه الصلاة والسلام) وكان من المناسب أن نعبّر في الخطبة الأولى عن حبّنا ووفائنا لهذه الشخصية العظيمة، إلا أننا وجدنا أننا لم نوفِّ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) حقه المفروض في خطبنا وأحاديثنا وأن الوجه المنير لدرة تاج الخليقة وجوهر وحدانية عالم الوجود لم يتضح للكثيرين كما ينبغي سوى ما يخص سيرته وحياته أو خُلقه وسلوكه وسياسته، فأردت أن أعرض في خطبةٍ جوانب من شخصيته العظيمة بقدر ما يتيحه الوقت، ولاسيّما ونحن في شهر صفر، ولكنني خشيت ضياع الفرصة وعدم التمكّن من التعبير عن الاخلاص اللازم نظراً لما تنطوي عليه هذه الشخصية السامية من أبعاد واسعة، فقررت أن أتحدث اليوم وفي هذه الخطبة حول حياة وملامح هذه الشخصية المقدسة.
إن نبي الإسلام المكرّم، وفضلاً عن مناقبه المعنوية وخصاله النورانية واتّصاله بعالم الغيب وما يتميز به من درجات ومراتب يعجز أمثالي عن إدراكها، فإنه كبشر وكإنسان يعتبر شخصية ممتازة من الطراز الأول لاندّ لها ولا نظير.
لقد سمعتم الكثير حول أمير المؤمنين، وهذا يكفي للقول بأن أبرز شيء في شخصيته أنه كان تلميذاً وتابعاً للرسول (ص).
إن نبينا الأكرم (ص) يتصدّر قائمة الأنبياء والأولياء بشخصيته العظيمة وحلمه اللامتناهي وخُلقه الفريد، ممّا يوجب علينا نحن المسلمين الاقتداء به امتثالاً لقوله تعالى: {لكم في رسول الله أسوة حسنة} ليس فيما نؤديه من صلوات معدودة فحسب، بل في سلوكنا أيضاً وأقوالنا وحسن عشرتنا ومعاملتنا، وهو ما يستدعي منّا حقّ المعرفة له. 

إضافة تعليق جديد