خطبة النبي صلوات الله عليه وعلى آله يوم الغدير
وكان مما قال :
أيها الناس ... إني أوشك ان ادعي فأجبت ، واني مسؤل وانتم مسؤلون 1 فماذا انتم قائلون ؟؟؟
فتعال الأصوات من هنا وهناك وقالوا: نشهد انك قد بلغت ونصحت وجاهدت فجزاك الله خيرا
فقال " صلى الله عليه وآله وسلم" ألستم تشهدون ان لا اله إلا الله وان محمدا عبده ورسوله، وان جنته حق وناره حق ،وان الموت حق ،وان الساعة آتية لا ريب فيها ، وان الله يبعث من في القبور؟
قالوا :بلى نشهد بذلك
فقال: اللهم اشهد
ثم نادى :أيها الناس الا تسمعون؟
فقالوا :بلى ....بلى
فقال " صلى الله عليه وآله وسلم":فاني فرط "أي سابق"على الحوض ،وانتم واردون على الحوض ،وان عرضة مابين صنعاء ونصرى2 فيه أقداح عدد النجوم فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين!؟
فنادى مناد : وما ثقلان يا رسول الله؟
فقال " صلى الله عليه وآله وسلم" الثقل الأكبر :كتاب الله طرف بيدا لله عزوجل وطرف باد يديكم ،فتمسكوا به ولا تضلوا ، والأخر الأصغر عترتي أهل بيتي ، وان اللطيف الخبير نبأني إنهما لن يفترقا حتى ردا على الحوض :فسالت ذلك لهما ربي ، فلا تقدموهما فتهلكوا ،ولا تقصروا عنهما فتهلكوا!!
وقال " صلى الله عليه وآله وسلم"
" ... بسم الله الرحمن الرحيم {يا ايها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس }
معاشر الناس : ما قصرت في تبليغ ما انزله إلى الله ،وانأ مبين لكم سبب نزول هذه الآية
ان جبرائيل هبط إلى مرارا ثلاثا يأمرني عن السلام –ربي وهو السلام –ان أقوم في هذا المشهد ،فاعلم كل ابيض واسود ان علي بن أبي طالب أخي ووصي وخليفتي والإمام من بعدي ، والذي محله منى محل هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي ، وهو وليكم بعد الله ورسوله ، وقد انزل الله تبارك وتعالى على بذلك اية من كتاب :
{ إنما وليكم الله ورسوله والذين امنوا والذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} علي بن أبي طالب أقام الصلاة واتى الزكاة وهو راكع ، يريد الله عزوجل في كل حال ....3
....ثم اخذ " صلى الله عليه وآله وسلم" بيد الإمام علي "عليه السلام" فرفعها حتى بان بياض إبطهما، وعرفه القوم أجمعون
فقال ا أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين
فقالوا:الله ورسوله
فنادى " صلى الله عليه وآله وسلم" ان الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم زمن أنفسهم فنن كنت مولاه فعلي مولاه .... ومن كنت مولاه فعلي مولاه ... فمن كنت فعلي مولاه –كررها ثلاث مرات ...
ثم دعا الله قائلا: اللهم وال من والاه، وأعاد من عادها وأحب من أحبه، وابغض من أبغضة، وانصر من نصره واخذل من خذله وادر الحق معه حيث دار إلا فليبغ الشاهد الغائب ل رسول الله(ص): يوم غدير خم افضل اعياد امتى و هو اليوم الذى امرنى الله تعالى ذكره فيه بنصب اخى على بن ابى طالب علما لامتى، يهتدون به من بعدى و هو اليوم الذى اكمل الله فيه الدين و اتم على امتى فيه النعمة و رضى لهم الاسلام دينا. امالى صدوق: 125، ح 8.
قال رسول الله صل الله عليه واله : فأوحى الى: بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك) فى علي ـ يعنى فى الامامة والخلافة لعلى بن أبى طالب عليه السلام (و ان لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس) (المائدة، 67). معاشر الناس! ما قصرت فى تبليغ ما أنزل الله تعالى الى و أنا مبين لكم سبب نزول هذه الآية، أن جبرئيل عليه السلام هبط الى مرارا ثلاثا يأمرنى عن السلام ربى ـ و هو السلام ـ أن أقوم فى هذا المشهد فأعلم كل أبيض و أسود أن على بنأبىطالب عليه السلام أخى و وصيى و خليفتى، و الامام من بعدى، الذى محله منى محل هارون من موسى إلا أنه لا نبى بعدى، و هو وليكم بعد الله و رسوله، و قد أنزل الله تبارك و تعالى على بذلك آية من كتابه: (انما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون) (المائدة، 55). و على بن أبىطالب عليه السلام أقام الصلاة و آتى الزكاة و هو راكع يريد الله عز و جل فى كل حال. و سألت جبرئيل أن يستعفى لى عن تبليغ ذلك إليكم أيها الناس لعلمى بقلة المتقين و كثرة المنافقين و إدغال الآثمين و ختل المستهزئين بالإسلام
الى ان قال : فاعلموا معاشر الناس! إن الله قد نصبه لكم وليا و إماما مفترضا طاعته على المهاجرين و الانصار و على التابعين لهم بإحسان، و على البادى و الحاضر و على الأعجمى و العربى، و الحر و المملوك، و الصغير و الكبير، و على الأبيض و الأسود، و على كل موحد، ماض حكمه، جائز قوله، نافذ امره، ملعون من خالفه، مرحوم من تبعه، و من صدقه فقد غفر الله له و لمن سمع منه و أطاع له.
النص طويل الى ان قال رسول الله صل الله عليه واله : معاشر الناس! لا تضلوا عنه و لا تنفروا منه، و لا تستنكفوا من ولايته، فهو الذى يهدى إلى الحق و يعمل به و يزهق الباطل و ينهى عنه، و لا تأخده فى الله لومة لائم، ثم إن أول من أمن بالله و رسوله، و [هو] الذى فدرى رسوله بنفسه و [هو] الذى كان مع رسول الله و لا أحد يعبد الله مع رسوله من الرجال غيره. معاشر الناس! فضلوه فقد فضله الله، و اقبلوه فقد نصبه الله. معاشر الناس! إنه إمام من الله، و لن يتوب الله على أحد أنكر ولايته، و لن يغفر الله له، حتما على الله أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه، و أن يعذبه عذابا نكرا أبد الأبد و دهر الدهور، فاحذروا أن تخالفوه فتصلوا نارا وقودها الناس و الحجارة أعدت للكافرين.
الى ان قال : معاشر الناس! فضلوا عليا فإنه أفضل الناس بعدى من ذكر و أنثى، بنا أنزل الله الرزق و بقى الخلق، ملعون ملعون مغضوب مغضوب من رد على قولى هذا و لم يوافقه، ألا إن جبرئيل خبرنى عن الله تعالى بذلك و يقول: «من عادى عليا و لم يتوله فعليه لعنتى و غضبنى، فلتنظر نفس ما قدمت لغد، و اتقوا الله أن تخالفوه فتزل قدم بعد ثبوتها إن الله خبير بما تعملون». معاشر الناس! إنه جنب الله الذى ذكر فى كتابه فقال تعالى: (أن تقول نفس يا حسرتا على ما مرطت فى جنب الله) (الزمر، 56)
معاشر الناس! تدبروا القرآن و افهموا آياته، و انظروا إلى محكماته، و لا تتبعوا متشابهه، فوالله لن يبين لكم زواجره و لا يوضح لكم تفسيره إلا الذى أنا آخذ بيده و مصعده الى ـ و شائل بعضده ـ و معلمكم أن من كنت مولاه فهذا على مولاه، و هو على بن أبىطالب عليه السلام أخى و وصيى، و موالاته من الله عز و جل أنزلها على. معاشر الناس! إن عليا و الطيبين من ولدى هم الثقل الأصغر، و القرآن الثقل الاكبر، فكل واحد مبنى عن صاحبه و موافق له، لن يفترقا حتى يردإ؛ على الحوض، هم أمناء الله فى خلقه و حكماؤه فى أرضه. ألا و قد أديت، ألا و قد بلغت، ألا و قد أسمعت، ألا و قد أوضحت...
حتى وصل الى : معاشر الناس! إن الله قد أمرنى و نهانى، و قد أمرت عليا و نهيته، فعلم الأمر و النهى من ربه عز و جل، فاسمعوا لأمره تسلموا، و أطيعوا تهتدوا، و انتهوا نهيه ترشدوا، و صيروا إلى مراده و لا تتفرق بكم السبل عن سبيله. معاشر الناس! أنا صراط الله المستقيم الذى أمركم باتباعه، ثم على من بعدى، ثم ولدى من صلبه أئمة يهدون بالحق و به يعدلون، (ثم قرأ (الحمد لله رب العالمين...) (الفاتحة)(و قال فى نزلت و فيهم نزلت و لهم عمت و إياهم خصت، أولئك أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون. ألا إن حزب الله هم الغالبون.
حتى وصل الى : معاشر الناس! قولوا الذى قلت لكم، و سلموا على علي بإمرة المؤمنين، و قولوا: (سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير) (البقرة، 285)، و قولوا: (الحمد لله الذى هدانا لهذا و ما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله) (الأعراف، 43). معاشر الناس! ان فضائل على بنابىطالب عليه السلام عند الله عز و جل و قد أنزلها القرآن أكثر من أن أحصيها فى مقام واحد، فمن أنبأكم و عرفها فصدقوه. معاشر الناس! من يطع الله و رسوله و عليا و الائمة الذين ذكرتهم فقد فاز فورا عظيما.
ثم بعدها بايع المسلمون الامام علي بامره المؤمنين وقد كانت المبايعه لمده ثلاثه ايام بسبب كثرة الحشود المبايعة وقد روى مجموعة من العلماء منهم المحب الطبري في ذخائر العقبى ، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : كنا عند النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في سفر فنزلنا بغدير خم ، فنودي فينا ، الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تحت شجرة فصلى الظهر وأخذ بيد علي ، وقال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه . قال : فلقيه عمر بعد ذلك ، فقال : هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة "
وبعدها نزل قوله تعالى : اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا.
صدق الله العلي العظيم وصدق رسوله الكريم صل الله عليه واله
إضافة تعليق جديد