لا نريد أن تكون البحرين محل إلى لعبة اقليمية أو دولية ثمنها عدم استقرار

أكد الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان في لقاء جماهيري مع أهالي منطقة “الديه” الأثنين 5 أغسطس 2013، أن المبدأ قائم على استمرار الثورة إلى أن تصل إلى مبتغاها في التغيير الجذري يحترم إرادة الشعب، فنحن نريد أن نعيش مواطنين في بلدنا، والمواطن يعني أساس مصدر السلطات، مواطنين نشكل سلطاتنا ونشكل ادارتنا.
وأردف: نحن قبل أن نكون شيعة، وقبل أن نكون سنة نحن مواطنين بحرينيين، بلدنا ونظامنا يتأسس على أساس المواطنة البحرينية التي لا تفرق بين المكونات.
وشدد على أنه في أي حل سياسي لا نريد أن يُظلم مكوّن، أو مجموعة، ولا يؤسس إلى ظلم مجموعة، لا.. نريد أن نحقق الانصاف للجميع، لا يسمح بظلم أحد.
وقال الأمين العام للوفاق: لا نريد أن تكون البحرين محل إلى لعبة اقليمية أو دولية ندفع ثمنها عدم استقرار، وندفع ثمنها صراعات اقليمية داخل البحرين، في ادارتنا للعملية الآن وعند ظهور الحل وما بعد ظهور هذا الحل نريد البحرين دولة تحتفظ بعلاقات ايجابية مع جيرانها، نحن دولة صغيرة ليس لنا مزاج أن نعادي إيران أو نعادي السعودية، أو نعادي أحد، وليس لدينا توجه أن نعادي أحد أو نأخذ مواقف سلبية تجاه أحد، بالعكس اذا كان بالإمكان أن تكون البحرين محل يتجمع فيه الناس ليقوموا بأدوار إيجابية فيما بينهم هذا نعمل عليه.
وأوضح أن البحرين بحاجة إلى حوار حقيقي يوجد توافق وصياغة سياسية جديدة من أجل ادارة البلد، يبدوا أن هذه الفكرة ستكون مسيطرة ومهيمنة، ومن الممكن أن نتكلم عنها في 2011، و2012 و2013 واذا لم يكن هناك حل سنتكلم عنها في 2014، هذه الفكرة ستبقى.

النظام يستعدي الشعب والثورة أكبر من الجمعيات
وعن المداهمات اليومية ومسرحيات التفجير، والتصعيد الأمني، قال سلمان أن النظام لم يعكس سلوك بأنه يبحث عن أمن المواطن، وفكرة المداهمات الليلية والنهارية جزء منها ليس للاعتقال، بل لبث الرعب كما ذكر تقرير بسيوني، الدولة فكرتها خدمة المواطن، ولكن الدولة هنا تعتبرنا أعداء، تتصرف وكأننا أعداءها!.
وعما ستفعله الجمعيات في حال اغلاقها، قال سلمان أن الثورة أكبر من الجمعيات، والثورة يحتضنها الشعب، وليس هناك من خشية على الثورة حتى لو أغلقت الجمعيات السياسية، وهناك حراك لن يتوقف، والثورة في البلدان (تونس ومصر) انتصرت بحالة شعبية، وليس على أساس قوى سياسية، من خلال روح الثورة هناك روح شبابية، وفي البحرين كذلك.

البحرين بحاجة إلى حوار يوجد صيغة للحل
وشدد على أن البحرين بحاجة إلى حوار حقيقي يوجد صيغة للحل، أما هل تحقق جلسات الحوار الحالي ما تصبو إليه المعارضة؟ هذه المسألة تكتيكية، هذا الحوار أو ذاك الحوار يرجع إلى قراءة تكتيكية، قد يكون هذا الاسبوع نعم، قد يكون الاسبوع القادم لا.
وعن التظاهرات والاحتجاجات، قال سلمان اذا كان هناك امكانية في تنظيم اعتصام مفتوح هذا شيء جيد، ولكن اذا تعدى الجانب الرسمي على حق حرية التعبير والتجمع أو الاعتصام المؤقت فيجب اللجوء للقانون الدولي، فهذا حق مكفول، اذا أغلقوا هذا الجانب يكون هذا الحق مفتوح حسب القانون الدولي.
وأردف: نحن استراتيجيتنا هي تقليل الكلفة، وفي حساباتنا أن هناك شهداء ستسقط، وهذا من أجل التغيير، ولكن لابد من تقليل ذلك، وما نراه أنه لا تتوقف الثورة في أي ظرف من الظروف.
وعن المشاركة في الانتخابات القادمة، قال الأمين العام أن هذا غير وارد بتاتاً، الخيط انقطع ولم يعد بالامكان أن تكون الفكرة القديمة من خلال التحرك بالآليات الموجودة، كل التيارات يسارية واسلامية وغيرها كانت وفي كل البلدان تتحرك من خلال هذه الآليات الموجودة من أجل التغيير، هذا انتهى الآن، فكرة الانتخابات في 2014م منتهية والقرار فيها مأخوذ بعدم المشاركة.

العصيان المدني أحد الأساليب السلمية المتقدمة
ورداً على أسئلة الجمهور، قال سلمان أن فكرة العصيان المدني وهي من أحد الأساليب السلمية، والمتقدمة في الأساليب السلمية، الاسلوب السلمي قد يكون مسيرة اعتصام مقال، جلسة، إلى أن يصل إلى العصيان المدني.
ولفت إلى أن كل اسلوب من هذه الأساليب يحتاج إلى دراسة، وفي كثير من البلدان تحققت الأهداف دون استخدام العصيان المدني لأن فكرة تطبيقه صعبة، في البحرين الفكرة موجودة ولكن هناك عوائق، عندما دعا الاتحاد العام للنقابات للاضراب وجد أن هناك عوائق، لابد أن نقرأ إمكانية تطبيق هذا العصيان ونتدارس ما اذا كان ممكناً أم لا.

نعاهد أن نمضي لإصلاح وطننا ونسير صفاً واحداً
وأضاف سلمان: نعاهد بعضنا بعضاً على أن نمضي على ارادة ربنا لإصلاح وطننا، نشدٌ يد البعض، ونسير صفاً واحداً.
وقال: نحن نمضي في طريق الثورة نؤكد على أنفسنا ونراجع منطلقاتنا، ونطابق حركتنا مع ارادة ربنا سبحانه وتعالى، لا أشرين ولا بطرين، لا نريد سلب حق أحد، نريد رضا ربنا، اقامة العدل في وطننا.
الزاد الثاني في رحلتنا: نعمل ما نستطيع وفقاً للقوانين والحسابات البشرية، لدينا مطالب وحقوق عادلة مشروعة، تتعلق بالبعد السياسي وما يرتبط بهذا البعد، نخطط للوصول لهذه الحقوق، نخطط بما يلبي طموح شعب البحرين، ونعمل ما في أيدينا، تخطيط، تنظيم، عمل،
وقال: لابد أولاً أن نتوكل على الله وكل عمل لغير الله أبتر، الله قادر بأن يفعل ما يريد، لكن لابد للحق من جنود، هذا امتحان لأن تبذلون ما في وسعكم، وتحابهون الباطل بالأدوات المادية وفقاً للسنن في الأرض. ونحن في طريق الثورة وطريق ثورتنا طويل حتى ننجز مرحلة التحول الأولي، وبعد أن يتم التحول ورائك عملية البناء، وصولاً إلى تحقيق الأهداف النهائية من التغيير،
وأوضح سلمان: تمر بصعوبات، منعطفات، لحظات عبر عنها القرآن “حتى استيأس الرسل”، كل ما مررتم بهذه الحالة استحضروا هذه المعاني: ألا نتحرك في سبيل الله وفي طريق الحق ومن أجل العدل؟ ألا يعلم بنا الله؟ نحن في السجون ولا يدري؟ في ظلم في بيوتنا ولا يعلم؟ الله يعلم أننا نتحرك وخالصين النية، أليس هو القادر؟ لو جائت لحظات ورأيت معادلة اقليمية ومعادلة دولية ودبابات، أليس هو القادر؟ هو يغيرها بالشكل الذي يريد، وهذه القدرة يستطيع أن يشكلها بالطريقة التي يريد، ماذا فعل الله بالنبي يوسف؟.
وقال: هناك مليون طريقة لله سبحانه وتعالى يغير بها الأشياء وهو القادر، وفي الثورة وفي كل منعطفاتها على الثوار وإن عاشوا المحنة أن لا تفارقهم الابتسامة، الابتسامة شبيهة بدعابات زهير بن القين والجماعة، وأن يواجهوا كل شيء بروح منفتحة، بصمود، وصبر، تاركين موضوع النصر وتغيير الأمر إلى العالم القدير، يأتي بفرجه متى يريد.
وأردف: في زاد الثورة نحتاج بإستمرار إلى بناء صفوفنا، صفوف الثوار والراغبين بالتغيير، المقتنعين بالحاجة للتغيير، الطرف الآخر يحاول أن يقسمنا، ونحن نحاول أن نرمم أي خدش في صفوفنا، الله يحب أن يرى عباده الذين يقاومون الفساد صفاً واحداً، وهم أسرع للنصر بوحدتهم، تعاطفوا، شدوا أزر بعضكم البعض، احتضنوا خلافاتكم.
وأردف: في زاد الثورة نشد من أزر بعضنا بعضاً، على المسؤول والقائد أن يقوم بدور تحريض المؤمنين، ويحفزهم من أجل الاصلاح، ولكن هذه ليست وظيفة القائد فقط، وبالواقع نحن لمسنا هذا الأمر من خلال مشاركة آباء الشهداء وصبرهم، امرأة عفيفة تقف في وجه الظلم وهي بهذا تحفز الناس.
وتابع: في زاد الثورة نحتاج إلى أن نتكاتف، وأن نتكامل، والتفكير في ابتكار الأساليب السلمية، مراجعة أساليبنا، فتح الحوار الهادئ لتقييم حركتنا الثورية، لدينا أسلوب خاطئ نتناقش فيه، لدينا شعار خاطئ نتناقش، قوى سياسية، قوى شبابية، كلنا علينا أن نراجع أنفسنا، وعلينا أن نشد همتنا إلى أن هذه الثورة إذا احتاجت إلى سنة أخرى نواصل هذه السنة، اذا احتاجت إلى عشر سنوات نواصل، بحيث تكون لدينا الحالة الثورية حالة جذرية وأساسية، وليست طارئة، واذا كانت لدينا روح رافضة إلى الاستبداد ستنتصر هذه الروح، وعلينا أن نستمر في هذه الروح.

 

المصدر: الوفاق

إضافة تعليق جديد