لو لم يكن حزب الله موجوداً لكان على لبنان والأمة العربية برمتها إنشاء هذا الحزب! ..

لقد تغاضى مرسي عن طائفة ليست بقليلة من الشعب المصري و استهان بمشاعر ملايين المسلمين الشيعة

لو لم يكن حزب الله موجوداً لكان على لبنان والأمة العربية برمتها إنشاء هذا الحزب! ..

خطاب طويل للرئيس المصري محمد مرسي تطرق فيه لكل أزمات مصر الأمنية و الاجتماعية و الاقتصادية. و وجه مرسي خطابه لفلول النظام السابق و للأحزاب المصرية و للقضاة و الموالين و المعارضين. لم يستثن مرسي من خطابه أحداً فوحه تحية خاصة للمسيحيين و دعى لتعزيز أواصر المحبة بينهم و بين المسلمين لأن الوطن يجمعهم. و حيا مرسي الجيش بل و غازله في مديح طويل و كذلك الشرطة التي انتقد من يلومها أو يحاسبها. كل هذا في محاولة منه لاستمالة جموع الشعب المصري الغاضبة من سياساته الفئوية و الحزبية التي أوقعت مصر في مطبات كبيرة و أزمات كثيرة ليس آخرها أزمة البنزين.

لكن مرسي تذكر حتى البنزين لم ينس سيادة الرئيس أي مصري إلا مجموعة من المسلمين الشيعة الذين لم ينبت لسانه بكلمة واحدة عنهم. لم يعزي عوائلهم أو طائفتهم و لم يتحدث عن أن الشيعة هم مسلمون يجمعهم مع المصرين الدين الإسلامي و الوطن. لكن يبدو أن استغرابي ليس في محله فقد كان جمهور الرئيس أثناء إلقاء كلمته في معظمهم ممن يؤيدون ما جرى للشيخ حسن شحاتة و رفاقه الشهداء.

لقد تغاضى مرسي عن طائفة ليست بقليلة من الشعب المصري و استهان بمشاعر ملايين المسلمين الشيعة. لم يفصل عن جريمة قتل الشيخ شحاتة و خطابه الغزلي بالجيش و الشرطة سوى 48 ساعة لكنه أبى إلا مضياً في تغاضيه عما جرى.

السؤال الذي يطرح نفسه إذاً هل أن هذا الرجل هو رئيس لكل المصريين أم لفئة دون أخرى؟ لقد أمهل شيعة مصر هذا الرجل مدة يومين فقط لتقديم المجرمين إلى القصاص هم و من حرض على تلك الجريمة النكراء. لكن ما يجري اليوم هو أن الرجل يستهين بدماء المسلمين بل إنه يستفز مشاعر ملايين المصريين بتجاهله لدمائهم.

و عقب كلمة مرسي الطويلة نزل آلاف المصريين إلى الشوارع تعبيراً عن امتعاضهم لخطابه و ما جاء فيه من كلمات تهديد مبطنة. و يبدو أن مرسي لا يعي حجم الغضب الشعبي الذي سيتفجر في الثلاثين من يونيو. فدماء المصريين و منهم الشيخ شحاتة و رفاقه الذين قضوا و هم صائمون عطاشى في ليلة النصف من شعبان لن تهون على الله . و لن تكون دماء الشيخ شحاتة بأهون عليه من فصيل ناقة صالح.

الشعب المصري يدرك اليوم أن من يحاصر الشيعة في مصر في منازلهم و يهدد النساء و الأطفال بالعطش و القتل هو ذاته من يقف وراء أزماتهم و حرمانهم من العيش بكرامة بعد ثورتهم البطلة. المصريون ملوا مسلسل الخداع و اللعب بورقة الدين فهم شعب محب لأهل البيت و لن يقبلوا بأن يحرقوا وطنهم لأجل كرسي أو حكم مرسي. مصر هي لكل المصريين شيعة و سنة و أقباط و ستبقى أم الدنيا التي أنجبت الشيخ الشعراوي و الشيخ حسن شحاتة و البابا شنودة أما عدوهم فأمه هاوية و ما أدراك ما هي.

بقلم: عبد الواحد ناصر البحراني

المصدر: وکالة أنباء براثا

إضافة تعليق جديد