ماذا یقول الاسلام الخالص؟ (1)
بسم الله الرّحمن الرّحیم
سلام علیکم أیها الأعزاءُ الکرام
الله الّذی خلقنا، أرسل الدین لنا لئلاّ نندم من قولنا و فعلنا.
فعلینا أن نجد الحقیقة، ما لدینا فسحة من الوقت، نحن مسافرون، مسافرو الابدیة.
من وجهة النظر الدینیة، لیس الانسان موجوداً أزلیاً، بل أبدیاً و کیفیةُ حیاتنا تمطّ بأفکارنا و أعمالنا فی هذه الایام القلیلة فی الدّنیا.
و هناک محطة أخری و هی الموت هو الرِّحلة إلی عالم آخر و کیفیةُ الحیاة فی تلک الدّار ترتبط بهذه الدّنیا تماماً.
نعم، إن زرعنا البذور الحسنة فی هذه الدنیا، فسنحصد حسنة، و لکن إذا زرعنا شیئاً سیئاً، أو زرعنا شیاً دون فائدة، فنصیر صفر الیدین نادمین فی ذلک الدار و العیاذ بالله.
إننی نعتذر فها أنا أتحدّث بصراحة، لأنّ الفرصةَ قصیرة و الطریقَ إلی الآخرة طویل.
لیست لدینا فسحة من الوقت.
أنا أرید أن أتُحدثَکم عن الاسلام.
عن الاسلام الحقیقی.
أی الشیعة.
لا أدری هل لدیکم معلومات عن الاسلام الحقیقی أو لا؟
هل لدیکم رؤیةٌ ما عن الاسلام أو لا؟
و لکنّنی مع ما اتعلّم العلوم الاسلامیة فی الحوزة العلوم الدینیة منذ عشرین عاماً، یجب أن اعترف بأنّ معرفةَ الاسلام و کون الانسان عالماً بدین الاسلام یکون صعباً جدّاً.
فی حین أنّ الوقوف علی حقانیة الاسلام للانسان المنصف، لایفقتر إلی کثیر من الوقت.
فقط یکفی أن یدعو الباحث عن طریق الحقیقة دون تعصبٍ و یطلب من الله سبحانه و تعالی أن خذ بیدی یا الله! و اهدنی إلی السّبیل الذی ترضی عنه.
و لکن کلّما یسهل وجدانُ طریقِ الحقیقة، فیصعب التّحدث عن الاسلام.
ماذا أقول لکم؟
ماهی عقیدتکم و ماذا تعرفون عن الاسلام؟
و لکن أطلب من الله الّذی خلقنی أن ینجینا جمیعاً و یهدینا إلی الصّراط المستقیم.
اللهمّ اهدنا إلی الصّراط المستقیم.
و نعود مرّة أخری، لماذا یصعب التحدّث عن الاسلام؟
الکلام عن الاسلام یعنی الکلام عن دین یرضی عنه إلهی و إلهکم.
الکلام عن الاسلام یعنی الکلام عن حضارة عظیمة.
الدین الجامع الّذی یشمل علی العلوم المختلفة؛ الرؤیة الشاملة، الاخلاق الفردیة، الاخلاق الاسریّة، العلاقات الاجتماعیة، و تدبیر الحکومة، الطبّ، علم النفس و کلّ شاکل ممّا یفتقر الانسان إلیه.
و الصعوبة الأخری تُضیف إلی هذه الصعوبة، هو تشویه وجه الاسلام من جهة الغیر المسلمین.
و الأصعب عندما نتحدّث عن الاسلام الحقیقی بین هذه الفرق الاسلامیة المختلفة.
و الیوم یصبّ المستکبرون جلّ جهودهم بترکیزهم علی أن لایصل صوتُ الاسلامِ الحقیقی إلی المستضعفین، و لهذا کرّسوا جهودهم لمشروع و مؤامرة مشؤومة و هی الاسلام الکاذب و هم یدعمون هذا الاسلام المشوّه.
لماذا یخالفون الاسلام الخالص الشیعة؟
لماذا یعاندون الشیعة؟
لأنّ الشیعة تقول إنّه لاینبغی أن یکونَ الظالمین علی رأس الحکومة و تؤکل حقوقَ الفقراء.
یجب أن تکون الامکانیات لکلّ النّاس سواء.
یجب الوقوف أمام الظلم و جمع الأموال.
یجب الوقوف أمام السرّاق، یجب قطعُ ید جامعی المال من جیوب الفقراء، یجب أن یحکمَ العدل فی المجتمع.
و هم سعوا فی أن لایصل صوتُ الاسلامِ الخالص بین الأصوات المختلفة بطرق کثیرة کالأفلام و الصحف و الکتب و أی وسیلة أخری.
و بصراحة أقول:
إن ترید أن تکون مسیحیاً، فعلیک أن تعتقد بأیّ من الفرق المسیحیة کالکاثولیکیة أو الأرثوذكسية أو الإنجيلية.
الفرقُ المختلفة فی الاسلام أکثر بکثیر من الفرق المسیحیة. و أنت فی الاسلام إمّا أن تکون شیعیاً و شیعة أهل البیت علیهم السلام من أقدم الفرق الاسلامیة أو حنفیّاً أو مالکیّآً أو شافعیّاً أو حنبلیّاً أو وهابیّاً، طبعاً الشیعة کما قلنا، من أقدم الفرق الاسلامیة.
و هنا نرکّز علی أنّ الوهابیة هی فرقة منفصلة عن الاسلام هدفها محو الاسلام، و الّتی فرضت نفسها علی الاسلام کذباً و زوراً.
طبعاً نفس هذا الأمر أنّ الفرق الأصلیة المنتسبة للإسلام هی الفرق الخمسة، هی سرّ قد عالجه قلیل من الأشخاص و الباحثین و لکنّ الصحیح هو.
إنّ الاشکالات الکثیرة الّتی أوردت علی الفرق الاربعة، سبّبت أنّها تسمیّ نفسها "الفرق السّنّیة"، أمّا الصواب أنّ للاسلام مذاهب خمسة و أقدم هذه المذاهب هو مذهب أهل البیت علیهم السلام و هی الشیعة و کان إمام الشیعة أی الامام أمیر المؤمنین علی علیه لسلام مع نبیّ الاسلام قد بلغ أشدّه مع نبیّ الاسلام و تربّی بید نبیّ الاسلام.
فی حین ما شاهد النّبیَّ أیٌّ من رؤساء سائر المذاهب الأربعة و ما قال النبیّ عنهم شیئاً و بعضٌ منهم ولدوا بعد مئات سنوات لاستشهاد النبیّ صلّی الله علیه و آله و سلّم.
فکیف یمکن أن یتحدّث شخص عن الاسلام المحمّدی و هو ما رأی نبیّ الاسلام أصلاً؟
و هذا السؤال، سؤال صعب دون جواب له و هو المفتاح لمعرفة الحق من الباطل.
هناک دلائل مختلفة فی انحراف کلّ الادیان حتّی الاسلام عن مسیره الصحیح بواسطة الشیطان الّذی هو العدوّ الّذی أقسم علی اضلال بنی آدم فدخل انحرافات جدیدة فی الاسلام حتّی یصعب وجدانُ طریق الحقّ.
أوصی لجمیعَ الناس الفاهمة و الباحثین عن طریق الحقیقة، إن وصلتم إلی هذه النتیجة أنّ الاسلام هو الحقّ، فاصبروا قلیلاً و تفحّصوا بین هذه الفرق الخمسة الاسلامیة المختلفة.
و للأسف یجب أن أقول أنّ أکثرَ الدّعایات الاسلامیّة من قبل الّذین هم یعاندون رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم و الاسلام و هم صُنعوا لتشویه وجه الاسلام فقط.
بعد النبی موسی علیه السلام، انحرف الشیطان دین الیهود و ساق الیهود إلی عبادة العجل و أسقط خلیفة موسی علیه السلام الّذی کان علی حقّ و عمل هذه المؤامرة بواسطة السامری.
فاتّبع الناس السامری، و لکن العجب أن الشیطان اتهم هارون و أبرأ السامری!
تکرّر هذا الحدث فی المسیحیة و الاسلام کلاهما.
و الاسلام تکالبت علیه فتن مختلفة، و کلّ الفتن فی طرف، و فتنة الوهابیة فی طرف آخر.
فرقة لانحراف کلّ النّاس، لضرب الاسلام و تشویهه.
فأدعو اللّهمّ نجّنا و اهدنا بنورک.
شکراً لکم
إضافة تعليق جديد