المرجع المدرسي يدعو رجال الدين من الأديان والمذاهب المختلفة أن يكونوا دعاة للسلم, ونبذ الأصوات الناشزة التي تبث التفرقة والطائفية
المرجع المدرسي يدعو رجال الدين من الأديان والمذاهب المختلفة أن يكونوا دعاة للسلم, ونبذ الأصوات الناشزة التي تبث التفرقة والطائفية
دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي -دام ظله- رجال الدين من العلماء والخطباء من الشيعة والسنة أن يكونوا دعاة للسلم والمحبة والرحمة, وان يحملوا على عاتقهم مسؤولية وحدة الأمة ونبذ الأصوات الناشزة التي تبث التفرقة والطائفية والعنصرية, موضحاً ان الدين الإسلامي دين الرحمة والمحبة والتعايش مع الآخرين, وعلى المسلمين من كل مكان ان يتراحموا وينبذوا الطائفية والاقتتال وتهميش الأقليات.
وفي جانب من كلمته الأسبوعية التي ألقاها يوم الخميس المصادف 14/3/2013 في مكتبة بمدينة كربلاء المقدسة وبحضور حشد غفير من العلماء والوفود والأهالي شدد سماحته على ان تكون دعوة رجال الدين من كل الأديان والمذاهب متمحورة حول التراحم والتحابب والتعايش ونبذ العنف والاقتتال, لافتاً الى ان أهل البيت عليهم السلام تنازلوا عن حقوقهم لكي يسود السلام وتعم المحبة في المجتمعات, فلم يبتدئوا أحدا في يوم من الأيام بالحرب إلا دفاعاً عن النفس. الى ذلك بيّن سماحته إن وسائل فتك البشرية في العالم في تطور دائم, و إن الكراهية في تزايد ونمو مستمر, وكل عام تزداد وتتضاعف ميزانيات التسلح حتى ان أيادي الجميع على الزناد, مضيفاً ان الثورة التكنولوجية والاقتصادية في العالم تحولت من مطية لتطوير الإنسان الى وسيلة لدماره, والعالم اليوم يركز على الإمكانات المادية من اجل تطوير أسلحة الدمار الشامل وتجهيز الحكومات بوسائل الحروب المدمرة.
وتابع سماحته: "في العالم هناك تطور تكنولوجي وتقدم اقتصادي, ولكن واردات وثمار هذا التطور والتقدم تصب في تسليح وتطوير القنابل الفتاكة والقواعد العسكرية" مشيراً الى إن الميزانيات تتضاعف من اجل تسليح الجيوش التي يشترك في تسليحها العالم كله دون استثناء, وبذلك فالجميع مشترك في تدمير الإنسان وهدر حياته, مبيناً ان التركيز على صناعة السلاح وتطويره سوف يدمر العالم في ما لو استخدم. ولفت سماحته الى ان العالم لو خصص 10% من ميزانيات التسليح لدعم المجالات الصحية والتعليمية لشهدنا تطوراً هائلاً وكبيراً في هذه المجالات, و لانتهت كل الأزمات الأخرى المرتبطة بهذه المجالات, مؤكداً ان الذي يستخدم السلاح يحمل روحاً سلبية وحاقدة, وعلى العقلاء في العالم ان يواجهوا هذه النفسيات من خلال العودة الى الله عبر الأديان السماوية المختلفة.
فيما أوضح سماحته إن الإسلام يدعونا الى احترام الأديان ودور العبادة من الكنائس والمعابد, لأنها أمكان يذكر فيها اسم الله, مضيفاً إننا نحترم دعوة إخوتنا المسيحيين للسلام والإنسانية وهذا من صلب وظيفتنا الدينية, مطالباً بمقابلة هذا الاحترام بعدم المساس والإساءة للإسلام ولشخص الرسول الأكرم (ص) من خلال الرسوم والأقلام المأجورة التي تحاول النيل من الإسلام في فترات متفاوتة. ودعا سماحته الشيعة والسنة في العراق الى التمسك بسفينة النجاة المتمثلة بأهل البيت (ع) لكي تسود حالة الوحدة والسلام والمحبة في البلاد لمواجهة مخاطر التسليح والحروب في المنطقة.
المصدر: کتابات
إضافة تعليق جديد