مواقف المرجعية الشيعية في الدفاع عن السنة العرب

مواقف المرجعية الشيعية في الدفاع عن السنة العرب

مواقف المرجعية الشيعية في الدفاع عن السنة العرب
 
 بين يوم وآخر تصدر فتوى من أحد علماء السلفية والوهابية تثير الخلاف الطائفي، وتؤجج مشاعر المسلمين السنة ضد إخوانهم الشيعة، وتأخذ هذه الفتوى اتجاهاً تحريضياً يقوم على النهج التفكيري ويسعى لبث الروح العدائية، بحيث يصبح الشيعي في نظر السني (كافر) يجب قتله، وأنه (أسوأ من اليهود) وهو استخدام يستبطن الإيحاء النفسي لخلق مشاعر كراهية شديدة بين ابناء الامة الاسلامية، اضافة الى انه يصرف الانظار عن العدو الحقيقي للأمة.
ورغم كثرة وتكرر هذه الفتاوى، فأن المثقف العربي لم يبادر الى ادانتها، والكشف عن دوافعها وأضرارها، والسبب هو الحس الطائفي الذي يسيطر على العقول، ويتحكم بالاتجاهات.
في مقابل هذه الصورة، نجد صورة المرجعية الشيعية، التي كانت أسبق من السنة أنفسهم في الدفاع عن كيانهم وحتى عن سلطتهم عندما يتهددهم الخطر.
ففي العصر الحديث، وفي عام 1911 إحتلت القوات الايطالية الاراضي الليبية، فبادر مراجع الشيعة الى اصدار فتاوى الجهاد وتحشيد جماهير الشيعة لتشكيل كتائب المجاهدين ونصرة الشعب الليبي ضد الاحتلال الإيطالي، وقد كانت الفتوى الشيعية بنصرة الشعب السني متقدمة حتى على الحكومة العثمانية المتضررة الاولى من الاحتلال، فقد بعث مراجع الشيعة الى السلطان العثماني محمد رشاد يستنهضونه للدفاع عن اراضي المسلمين، ويطلبون منه التحرك العاجل قبل ان يتعاظم النفوذ الاستعماري ويقدم على خطوات اخرى.
ثم بعث مراجع الشيعة وفداً الى ليبيا، حيث درس بشكل ميداني احتياجات الشعب الليبي وامكانية التنسيق العسكري معه لطرد الطليان. وشكلوا لجان شعبية لجمع التبرعات وارسالها الى هناك، وكانت حملة التثقيف ماضية لنصرة الشعب الليبي، وقد كتب الدكتور ابراهيم الوائلي فيما بعد كتاباً خاصاً حول اهتمام الشعر العراقي بقضية ليبيا تحت عنوان: (الشعر العراقي وحرب طرابلس) تناول فيه بشكل موسع إهتمام شعراء العراق بهذه القضية.
اما موقف الشيعة من الاحتلالين البريطاني والفرنسي للعرا ق والشام، فهو من المواقف الخالدة التي لا يمكن نسيانها، مع انهم كانوا يتعرضون لتمييز طائفي من قبل الحكومة العثمانية.
وتبقى كلمة المرجع الاعلى للشيعة السيد علي السيستاني بحق السنة وإعتبارهم (انفسنا) وليس فقط (اخوتنا) واحدة من المواقف التاريخية التي أطفأت نار الحرب الطائفية في العراق، بدفع من الجهات التكفيرية.
المرجعية الشيعية تبقى ضمانة السلام في المجتمع، وعندما يزداد الالتفاف حولها، فان مرجحات السلم الاهلي تزداد في مجتمعنا، نأمل ان يبادر المثقفون الى الكتابة عن أهمية تعزيز الخطاب التسامحي، ليكون هو الحالة الشائعة في اجوائنا، فصمتهم يشجع رجال التكفير على صنع القنابل البشرية التي لا تصنع إلا الموت.

المصدر: شفقنا

إضافة تعليق جديد