مؤتمر الوحدة الاسلامية ونهج الحوار

مؤتمر الوحدة الاسلامية ونهج الحوار

مؤتمر الوحدة الاسلامية ونهج الحوار
 نور الحربي

ليس مستغربا ان تكون قلعة الاسلام ايران العلماء والشهداء والتضحيات والدفاع عن المقدسات هي قبلة الباحثين عن وحدة اسلامية تتجاوز الاقوال وكلمات التملق وليس غريبا ايضا ان تكون جهود هولاء العلماء منصبة للبحث عن اسباب قوة الاسلام وتدارك ما يمكن تداركه من ارباكات في علاقة ابناء الامة التي يحاول الغرب المستكبر واذنابه لجعلها عقبات امام هذه الوحدة الممطلوبة باقوى حالاتها اليوم وسط ما تعيشه من التحديات الكبيرة التي تواجهنا جميعا كمسلمين منتمين لمنظومة واحدة هي منظومة العمل الاسلامي المفترض ان يكون موحدا.

في مؤتمر الوحدة الاسلامية السادس والعشرين الذي تحتضنه في طهران في هذا الوقت الحساس وهذه الفترة الحرجة حيث محاولات زرع بذور الفتنة وادامة حالة التقاطع ونشر الاقتتال المذهبي بين ابناء الشعب الواحد فضلا عن خلق ضد مذهبي يصورونه على انه خطر يتهدد وجود كل فريق من الفرق الاسلامية ولو تنبهنا جيدا فسنفهم ان اقامة هذا المؤتمر يعتبر خطوة مهمة لابد من استثمارها باتجاه تعزيز حالة الوئام ومواجهة الخطر القادم والذي لن يتحقق الا بوجود حالة التضامن والتكاتف ويرسخ التعايش بين الطوائف الاسلامية.

ولايضاح المبتغى فعلينا ان نفهم عمق الرسالة التي يوجهها علماء الامة اليوم والتي تقول ان لا مناص عن التقائنا واجتماع كلمتنا عبر تعزيز القواسم المشتركة التي تجمع بيننا فنستحضر الهموم شعوبنا ومنطقتنا مبتعدين عن التصعيد الخطير ان اكثر ما يتهدنا اليم هو وجود اطراف تسعى لاثارة النزعة الطائفية التي تقف خلفها اجندات معينة واهداف سياسية تقوم باذكائها اطراف لها مصالحها وان ادعت حرصها على وحدة كلمة المسلمين زورا وبهتانا يضاف اليها قوى اقليمية تحلم عبر هذا التصعيد ان تكون ذات اهمية ودور يؤهلها لاخذ موقع البديل عن انظمة تهرأت وشاخت لتكون بذلك المحامي والمدافع الاول عن وجود كيان الصهاينة الغاصب وامنه المزعوم سبب كل مشاكل المنطقة لذلك فدون وجود الوحدة الاسلامية و رص الصفوف عبرها ومن خلالها فمن المستحيل ان ننعم بالامان ولن نكون بمأمن من الانتكاسات ومزيد من التشرذم.

ان استحضار مصالح امتنا العليا ستكون الضمانة للبحث عن مخرج حقيقي لمشاكل شعوبها مع التأكيد على ضرورة احتواء جميع اطياف المجتمعات الاسلامية على اساس التسامح والعدالة والحد من تأثير القوى المناوئة التي تنشر وتدعو للتطرف الديني و المذهبي على حساب امن واستقرار هذه الشعوب والمجتمعات و لايفوتنا ان نتذكر ان أي مشروع بامكانه ان ينطلق ان توفرت الاسباب الموضوعية له ومنها توفر العزيمة والارادة لوجوده و قيامه من اجل سيادة الاهداف السامية وتحقيق الكرامة ولنا من الامثلة الحية الكثير.

وليس الامام الخميني الراحل ذلك المصلح الكبير والثائر العظيم الا دليلا على وعي الامة ونجاعة المشروع الذي امن به وانطلق الشعب الايراني المسلم من اجل جعله واقعا ملموسا نفتخر به كمسلمين وهو وان تحقق الا انه اخذ وقته الكافي في التفاعل والاعداد بين صفوف الجماهير المؤمنة به مع رؤية علمائية واثقة من نصر الله وتأييده وتضحيات جسام وهذا ما يقودني لتتبع كلمات السيد عمار الحكيم في هذا المؤتمر والوقوف عندها وهو يطرح هم الامة الاسلامية في مؤتمر الوحدة الاسلامية هذا واثقا من الحل عبر انتهاج الحكمة والموعظة الحسنة التي دعا لها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز "حينما تكون هناك أزمة فيستلزم الحوار والتواصل واللقاء والاستماع للآخر.

وبالتالي عقد مثل هذه المؤتمرات فرصة لتذليل العقبات والتصدي للتحديات، وبما اننا نعيش اليوم مشكلة اثارة الخلافات الطائفية فيجب عقد مثل هذه المؤتمرات للتغلب عليها" اما موقفه من همه الاقرب وما تشهده الساحة العراقية باعتبارها تواجه تحديات من هذا النوع فقد كان له قول معبر عن الحقيقة كاملة فهو يرى ان هناك بعض الأخطاء وقعت بهذا الخصوص، وهناك مطالب مشروعة وحقة للمواطنين ويجب معالجتها بما يسمح به الدستور والقانون.

فهو بوصفه مشخصا للحالة والمصلحة يجد انه مع كل مطلب حق وكل ظلامة تحصل وتحتاج من يردها ولكن بيئة الاحتجاجات والتظاهر السلمي وهي بيئة صحية وحريات حقيقية، إلا أنها ربما توفر مناخات للاستغلال من قبل بعض الأطراف التي لها اجندة خارجية تحاول ركوب الموجة واستغلال مشاعر المواطن العراقي باتجاهات خاطئة ولذلك فينغي الفريق والتمييز بين ما هي مطالب مشروعة وانحرص على تلبيتها والايفاء بها وبين الاجندات الأجنبية والتي لابد من ابعادها ليبقى العراق لمواطنيه وابنائه وهو عين ما نريد ونرى.

ان المؤتمر الذي نحن بصدده ونترقب ان يخرج بنتائج وثمرات تحمل الخير لامتنا ينبغي استثمار اجوائه لتصفية القلوب والنفوس والاتجاه الى الحوار لاغير فمنه ننطلق للتأسيس لعقد وطني يحفظ دماء وكرامة ابناء الشعب العراقي المسلم .

المصدر: براثا نیوز

إضافة تعليق جديد