علي (ع) في ظلال القرآن الكريم والعترة الطاهرة (عليهم السلام)

علي (ع) في ظلال القرآن الكريم والعترة الطاهرة (عليهم السلام)

علي (ع) في ظلال القرآن الكريم والعترة الطاهرة (عليهم السلام)
الشيخ عبد الجليل الزاكي - « تقرير: ابتسام العباس»
 
استهل فضيلة الشيخ عبد الجليل الزاكي خطبته بتحدث عن شخصية الإمام علي بن أبي طالب قائلاً أننا إذا أردنا أن نتحقق من معرفة شخصية ما أو شخص ما أو شيء محدد لابدّ أن يكون تعريفه بأفضل معرِّف، وإذا أردنا التعرف على التلميذ يكون ذلك من خلال أستاذه لأنه يعرف مستواه ومقداره، فإذا أردنا أن نتعرف على شخصية علي لابد أن نتعرف عليها من خلال القرآن والعترة الطاهرة فهم ليس هناك معرف أفضل منهم وكل معرّف سواهم لاشيء في ساحة علي مهما بلغ ذلك الشخص من المعرفة والعلم لن يصل إلى حقيقة علي ولن يستطيع التعريف بعلي ومكانته كما يفعل القرآن مع الرسول والعترة ، أما تعبير القرآن حول علي بالولاية فهو خارج عن دائرة تحليل هذه الرسالة إذ أن تحليل عنوان ولايته في القرآن أي الولاية التي هي روح كمال الدين وتمام النعمة وسبب رضا الله بأن يكون الإسلام لنا ديناً بولاية علي وأي تعريف أرقى من هذا التعريف القرآني في حق علي : «اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً »

وقال فضيلته أن بتنصيبه يئس جميع الكفار وكانوا بجميع أقسامهم يظنون أن برحيل رسول الله ينتهي كل شيء ويضمحل الدين والمبادئ والقرآن لأن الله تعالى أكمل الدين بالولاية لعلي حين أخذ النبي الأكرم بيده ورفعها ونصبه أميراً وخليفة للمسلمين، فالدين محفوظ به بإكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب فكانت الولاية أس التحرك الديني.

وأشار فضيلته أن قوى الكفر في كل أصقاع الأرض اجتمعت من أجل إركاع الجمهورية والإمام «قده» فلم تستطع فكانوا يظنون أنه برحيل الإمام «قده» سينتهي هذا الكيان كغيره من الثورات وتفاجئوا بأن خليفة الإمام الراحل «قده» هو علي وهو في العلا وعلى الخط والنهج والمبادئ والقيم والشجاعة الإيمانية الحيدرية الحسنية الحسينية وسيظل هذا الكيان لأن فيه علي وهناك وجه شبه مع اختلاف المقامات فعلي بن أبي طالب لا يداينه شيء في الوجود ولابد من المحافظة على هذا الكيان والولاية لأهل البيت والولاية لعلماء والمراجع والولي الفقيه ففي هذا خلاص الأمة.

ثم سرد فضيلته بعض أقوال القرآن والعترة في الإمام علي منها:

القرآن يمثل: « وأنفسنا وأنفسكم.. » فكانت نفس النبي الأكرم وهو له مكانته ومقامه وعلي لأنه مع النبي مع أن مقام النبي لا شك ولا ريب أعلى المقامات على الإطلاق كما يعطينا تعريفاً لعلي بن أبي طالب فيقول: « إنما وليكم الله ورسوله والمؤمنون الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون» فلا يأتي مفلس كالذي يقول أن علي القرآن الناطق، لمَ لم يدافع عن المظلومين وعن أهل بيته هذه خزعبلات لتشويه فكر المؤمنين والسذج الذين لا يفهمون حقيقة علي ، فحينما يقول أنه القرآن الناطق يعني يمثل حقيقة القرآن في كل حركاته، وقال الرسول الأكرم فيه : « ما عرف الله إلا أنا وعلي وما عرف علي إلا أنا والله وما عرفني إلا الله وعلي » فعلي عنده المعرفة الإلهية الكاملة والذي يعرف الله يعيش حالة الشهود ومعرفة حضورية والعلاقة العرفانية بالله ورسوله.

أما عن جامعية أمير المؤمنين لشخصيات الأنبياء في صفاته وكمالاته قال الرسول الأكرم : «من أراد علم آدم وفهم نوح وحلم إبراهيم وزهد يحيى وبطش موسى فليطلب علي بن أبي طالب» وورد عنه: « ص»: « منزلة علي مني مثل منزلتي من الله» فمقام علي كمقام الأنبياء والأولياء يسمع كما يسمع الرسول ويراه ما يراه الرسول إلا أنه غير نبي. علي باب مدينة العلم فعنه : « أعطيت مالم يعطى أحد مثلها: علمت الأسماء، الحكومة بين العباد، تفسير الكتاب، تقسيم الغنائم بالسوية بين بني آدم، وليس هناك علم لم يعلمنيه رسول الله، لم أعط حرفاً إلا ويفتح منه ألف حرف، أعطيت زوجتي مصحفا لم يعط أحداً قبلها مثله »

أما كلام فاطمة في حقه: «فإنه قواعد الرسالة ورواسي النبوة ومهبط الروح الأمين والبطين بالدين لأمور الدنيا والآخرة» وعن الإمام الباقر أن علياً يعمل بكتاب الله وسنة النبي الأكرم فلا يحدث أمراً ليس في كتاب الله ولا في سنة الرسول الأكرم فإن الله تعالى يلهمه إلهاماً خاصاً وهذا من المعضلات.

وكل التعابير المذكورة تتضمن لون العلم الحضوري والإطلاع الشهودي مما يستلزم أن حياته عرفانية شهودية لا حكمية أو كلامية. إذا الولاية هي المدار والأساس، لذا قال الإمام الصادق أن الولاية العلوية أعلى وأفضل من الولادة العلوية: « ولايتي لعلي بن أبي طالب أحب إلي من ولادتي منه »، فعلي مدار الحق لذا قال علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار وهذه الحقيقة هي المجسدة في واقعة الغدير، وحقيقة الحج هي الولاية لعلي عجبت لمن يطوف حول المهد ولا يعرف من في المهد ولا يوالي من في المهد. عن الإمام الباقر : « تطوفون حول البيت سبعاً ثم تأتون لتأخذون علومكم من عندنا ثم تذعنون لنا بالولاية، الغدير حقيقة ولاية أراد أن يجسدها الرسول الأكرم بعد رجوع المسلمين من الحج وأراد تبليغ الرسالة بإعلان الولاية التي هي المفصل فينادي في غدير خم أمام ما يقارب 120 ألف بعد أن استشهد بأنه أولى بالناس من أنفسهم ثم رفع يد علي وقال: » «من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» وحتى المخالفين جاءوا ليبايعوه صاغرين ذليلين وحقيقة الحج وحقيقة غدير خم هي الولاية فقد فاق فضل الغديرعيد فطر والأضحى ليس لأهميتهم، بل تأكيداً لهذا العيد وهو حقيقة تلك الأعياد ولنعيشها لابد أن:

- نصوغ فكرنا ورؤانا وثقافتنا بالولاية لعلي وفكر الرسالة ومبادئها وثقافتها.

- نعيش العاطفة الولوية لعلي وأهل البيت وأن نصوغ الوجدان بالغدير

- نعيش الغدير سلوكاً وواقعاً في حياتنا، ويكون سلوكنا ولوياً، وهذا الامتداد للولاية يمتد إلى ولاية الفقيه العالم والمرجع والارتباط بها عين امتداد ولاية علي بن أبي طالب وبمقدار إتباعنا لها نحقق إتباعنا لفكر علي

كما ذكر فضيلته أن توحيد الأمة هو علي فلو اجتمعت على علي«ع » لخرجت من مشاكلها السياسية والاجتماعية والتربوية وعاشت حياة طيبة سعيدة هانئة ولما كان هناك تخبط وظلم.

وفي ختام حديثه ذكر أن النبي الأكرم جعل علي بن أبي طالب فيصل الحق فلا يفترقان عن بعضهما فإذا أرادت الأمة الإسلامية خلاصها ونجاحها مما فيه من مشاكلها ما عليها إلا الرجوع إلى حقيقة الإيمان وهي بالإتباع لنهج ورؤى وفكر وسلوك ومشاعر علي فهي عينها نهج النبي الأكرم«ص » ونهج السماء فإنها سلوك النبي الأكرم ونهج السماء..

 

المصدر: انصار ویب

إضافة تعليق جديد