الإمام الخامنئي: لماذا يخافون من مصطلح الصحوة الاسلامية؟ / البحرین؛ قضیة حكومة فاسدة وشعب مظلوم و صمت عالمي

امام خامنه ای

إن الأعداء يخشون مصطلح "الصحوة الاسلامية" لأنهم يخافون من الاسلام الذي يمتد عملياً في الاوساط الشعبية/ تغيير الانظمة الفاسدة في بعض الدول العربية جزء من الصحوة‌ الاسلامية وليس كلها/ إن رؤیة البعض لقضیة البحرین هی من نافذة القضایا المذهبیة، وعلی هذا الاساس یعتبرون الدفاع عن شعب انتفض ضد حكم فاسد أمراً جائزاً إلا إذا كان ذلك الشعب شیعة كشعب البحرین!

استمر مؤتمر "اساتذة الجامعات والصحوة الاسلامیة" العالمي في طهران أعماله صباح الیوم ـ الثلاثاء ـ وهي بلقاء هؤلاء الأساتذة المسلمین مع قائد الثورة الاسلامیة «الإمام السید علي الخامنئي».
وبیّن السید القائد لدی استقباله المئات من الاكادیمیین والنخب والمفكرین، اهمیة عنوان "الصحوة الاسلامیة'"وقدم تحلیلا شاملا عن المكانة التی یتمتع بها الاسلام والشریعة الاسلامیة وكذلك الشعوب في البلدان التي شهدت الثورات العربیة والاخطار المحدقة بها.
خوف الأعداء من مصطلح "الصحوة الإسلامیة"
 أكد سماحة الإمام السید علي الخامنئي خلال هذا اللقاء بأن الصحوة الإسلامیة ورسوخ هذه الصحوة لدی الامة الاسلامیة یشكلان حدثا كبیرا یواجهه العالم الیوم کما أدی في بعض البلدان العربیة إلی حدوث ثورات وتغییر أنظمة فاسدة وأضاف قائلاً: "ولکن تغيير الأنظمة الفاسدة في بعض الدول العربية جزء من الصحوة‌ الاسلامية وليس كلها".
ووصف سماحته الصحوة الاسلامیة بأنها عمیقة وواسعة، مشیرا الی تخوف الاعداء من مصطلح "الصحوة الاسلامیة" وقال: "الأعداء يخشون مصطلح الصحوة الاسلامية، لأنهم يخافون من الاسلام الذي يمتد عملياً في الاوساط الشعبية. إن تكريس مفهوم الصحوة الاسلامية صعّب الأمر للمستكبرين في مسيرتهم السلطوية، فإنهم یبذلون محاولات جمة كی لا یتم اطلاق عنوان الصحوة الاسلامیة علی الحركة العظیمة الحالیة فی المنطقة لان الاعداء مرتعبون بشدة من ظهور الإسلام الحقیقي".
وقال قائد الثورة الاسلامیة: "إننا نری بان الحركة العظیمة الحالیة هی صحوة اسلامیة حقیقیة لها امتداد ولن تنحرف او تحید عن مسارها بهذه البساطة".
ما هو سبب تسمیة هذه الصحوة بـ "الإسلامیة"؟
وعن سبب تسمیة هذه الصحوة بـ "الإسلامیة" قال سماحة القائد: "إن الشعارات الاسلامیة للشعوب فی ثورات المنطقة ودور المؤمنین بالاسلام فی تشكیل التجمعات الواسعة واسقاط الانظمة الفاسدة كلها تؤكد بان هذه الحركة، اسلامیة".
ورأی القائد أن الدلیل الآخر علی كون هذه الحركة اسلامیة، هو تصویت الشعوب للاسلامیین في الانتخابات التي جرت في هذه البلدان وأكد انه إن أجریت الیوم انتخابات حرة وجیدة في معظم مناطق العالم الاسلامي وإن تواجد القادة والسیاسیون الاسلامیون في صلب الحدث، فان الشعوب ستصوت لصالح الاسلامیین.
الاستکبار وإسلام الدولار والفساد
واكد الإمام الخامنئي: "إن الأعداء غیر قلقین من الاسلام العبد للدولار والاسلام المنغمس فی الفساد والترف والاسلام الذی لیس له امتداد لدی الشعب ولا يخشون المسلم الغارق في الفساد وتكاثر الأموال، لكنهم یرتعدون ویرتجفون من اسلام العمل والاقدام واسلام الشعوب واسلام التوكل علی الله والاسلام الذی یحسن الظن بالوعد الالهي".
وتابع قائلا: إن "ريادة الإسلام بحجمه الحقيقي من حيث الفعل والعمل وإتكال الأمة الإسلامية على الله سبحانه وتعالى يرهب أعداء الدين".
دراسة حرکات الصحوة الإسلامیة الحالیة
وأشار سماحة قائد الثورة الاسلامیة إلی ضرورة دراسة مكامن الضعف والثغرات لهذه الحركات والثورات ـ خاصة فی مصر وتونس ولیبیا ـ وقال: "إنه إلی جانب دراسة نقاط الضعف ینبغی كذلك تبیین اهداف هذه الثورات لانه لو كانت الاهداف غیر محددة ستحدث حالة من التخبط".
واعتبر التحرر من شر الهیمنة العالمیة بانه احد اهداف الصحوة الاسلامیة وأكد قائلا: "إن هذا الموضوع ینبغی اعلانه بصراحة لان ای تصور مبنی علي ان الاستكبار العالمی یمكن ان یتآلف مع الحركات الاسلامیة هو تصور خاطئ".
وأضاف قائد الثورة: "أنه اینما كان الاسلام والاسلامیون فان امیركا ستحاول بكل ما اوتیت من قوة للقضاء علیهم وبطبیعة الحال فانها ستبتسم لهم في الظاهر".
واكد سماحته بانه علي ثورات المنطقة ان تحدد المسافة بینها وبین الاستكبار العالمی وقال: "إننا لا نقول بان یذهبوا لمحاربة الاستكبار ولكن لو لم یحددوا المسافة التی تفصلهم عنه فانهم سیُخدَعون".
انسداد الفکر الغربي
وأشار الإمام إلی استخدام الاستكبار العالمی لادوات المال والسلاح والعلم للهیمنة علي العالم واضاف: "انه رغم كل هذه الادوات، فان احدي اكبر المشاكل الراهنة للعالم الغربی هو عدم امتلاك فكر جدید لتقدیمه للبشریة فی حین ان العالم الاسلامي یمتلك فكرا جدیدا وخارطة طریق".
واعتبر قائد الثورة الاسلامیة الاسلام بانه یمتلك خارطة طریق وافكارا جدیدة واوضح قائلا، ان هذا الموضوع هو نقطة القوة للعالم الاسلامی حیث انه ومع رسم الاهداف علي اساس هذه الافكار سوف لن یكون لسلاح ومال وعلم الغرب ای تاثیر كما كان سابقا.
الإسلام رائد التطور والتقدم الحضاري
واعتبر آیة الله الخامنئی أحد الاهداف المهمة للصحوة الاسلامیة هو "محوریة الاسلام والشریعة الاسلامیة" واضاف: "هنالك محاولات واسعة تبذل حالیا للایحاء بان الشریعة الاسلامیة لا تنسجم مع التقدم والتطور والحضارة فی حین ان الاسلام یلبی جمیع حاجات البشریة وهو لجمیع القرون ولكل عصور تطور البشریة".
وأعرب عن أسفه الشدید لان بعض التیارات المتحجرة قد وفرت بخطابها وممارساتها الارضیة لتبلور التصور بعدم انسجام الاسلام مع التطور وقال، ان المهم هو الفكر الذی یقبل بتلبیة الاسلام لحاجات البشریة.
أهمیة "عملیة بناء النظام" و"التعلیم العلمي" في دول الثورة
واعتبر قائد الثورة الاسلامیة بناء النظام من الاهداف الاخري للصحوة الاسلامیة واشار الي بعض التجارب التاریخیة فی منطقة شمال افریقیا والتی واجهت الفشل بسبب غیاب عملیة بناء النظام واضاف: "انه لو لم یتم فی الدول التی شهدت ثورات، عملیة بناء النظام ولم یتم ایجاد صرح رصین لهذا الامر فان الخطر یهددها".
واعتبر آیة الله الخامنئی الحفاظ علي الدعم الشعبی احدي القضایا المهمة الاخري لثورات المنطقة واضاف، ان القوة الحقیقیة هی بید الشعب واینما كان الشعب داعما بقلوب متآلفة وصوت واحد لقادته ومسؤولیه فان امیركا وحتي اعظم من امیركا لا یمكنها ان ترتكب ای حماقة.
واكد ضرورة الحفاظ علي التواجد الشعبی فی الساحة واضاف، ان للمفكرین والكتاب والشعراء وخاصة علماء الدین دورا مهما وبارزا، وینبغی عبر شرح وتبیین اهداف الثورات والكشف عن اعدائها الذین یتربصون بها والعقبات التی تواجهها، جعل الشعب واعیا ومتبصرا.
واعتبر قائد الثورة الاسلامیة التربیة العلمیة للشباب والتقدم العلمی والتكنولوجی لاكتساب المزید من الاقتدار، من ضمن القضایا الضروریة جدا للدول الاسلامیة خاصة الدول التی شهدت ثورات وأوضح قائلا: "إن هذا الامر ممكن، وتجربته العملیة والناجحة هي الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة".
واضاف الإمام الخامنئي: "إن إیران كانت قبل انتصار الثورة الاسلامیة فی مراتب علمیة متدنیة جدا الا انها الان وببركة الاسلام والثورة تتبوأ مراتب علمیة عالیة وان احصائیات المراكز العلمیة والدولیة المرموقة تثبت هذه الحركة العلمیة المتسارعة".
وأكد قائلاً: "إن هذه التجربة الناجحة فی الدول الاسلامیة ینبغی ان تستمر وان یصل العالم الاسلامی الي مرحلة یتبوأ فیها مكانة المرجع العلمی للعالم".
وأوضح قائد الثورة الاسلامیة: "إن النظام الاسلامی فی ایران اثبت امكانیة الاسراع والوصول الي المكانة العلمیة الراقیة علي اساس الاسلام والشریعة الاسلامیة".
الوحدة الإسلامیة
واعتبر آیة الله الخامنئی الوحدة احدي القضایا الاساسیة واللازمة للعالم الاسلامی واضاف، ان الغرب وامیركا یسعون تحت عناوین "الشیعة والسنة" و"القومیات والجنسیات" لاثارة الخلافات بین المسلمین، لذا ینبغي علی الجمیع ان یكونوا حذرین وان یتدارسوا هذه القضایا من هذا المنظار ویتخذوا المواقف تجاهها.
هل کنا نصدّق انتصار جزء صغیر من فلسطین علی الصهاینة؟!
وأكد سماحته انه رغم كل محاولات ومؤامرات جبهة الاستكبار، فان العالم الاسلامی هو الان فی حال التطور وقال، ان احد مؤشرات هذا التطور هو حرب الاأام الثمانیة التي كان احد طرفیها الفلسطینیون سكان قطاع غزة وهي منطقة جغرافیة صغیرة جدا وطرفها الآخر هو الكیان الصهیوني الذي یدّعي بانه یمتلك الجیش الاقوی في العالم، حیث انه حین إعلان الهدنة كان الطرف الفلسطینی فی غزة هو الواضع لشروطها.
وتساءل قائد الثورة الاسلامیة: "هل ان مثل هذا الحدث كان قابلا للتصدیق قبل عشر سنوات؟".
فوجّه الإمام الخامنئي التحیة والاشادة والتقدیر للفلسطینیین ـ خاصة حركتی "حماس" و"الجهاد الاسلامي" و"فصائل المقاومة الفلسطینیة الاخری" ـ الذین أبدوا هذه الشجاعة والبسالة فی مواجهة العدوان. وقال: "إنني بدوري أوجه الشكر لجمیع المقاومین الفلسطینیین علی تضحیاتهم وصبرهم وجهودهم هذه".
واعتبر قائد الثورة الاسلامیة حرب الایام الثمانیة فی غزة درسا مهما للشعب الفلسطینی وكذلك لجمیع المسلمین واكد قائلا: "إن حرب غزة اثبتت بانه لو كان الجمیع متحدین معا وصبروا فی الصعوبات فإن الوعد الالهي بالفرج والیسر بعد المشقة والعسر سیتحقق".
البحرین؛ قصة حكومة فاسدة وشعب مظلوم و صمت عالمي
وأشار سماحة الإمام السید علي الخامنئي إلی ثورة الکرمة في  البحرین قائلاً: "للاسف انه فی قضیة البحرین نشهد صمت العالم الاسلامی و هذا ناجم عن الرؤیة الخاطئة لهذه القضیة".
وأضاف: "إن رؤیة البعض لقضیة البحرین هی من نافذة القضایا المذهبیة، وعلی هذا الاساس یعتبرون الدفاع عن شعب انتفض ضد حكم فاسد أمراً جائزاً إلا إذا كان ذلك الشعب شیعیاً كشعب البحرین!".
وقال سماحته : "إن ما قاله الأخ المحاضر من البحرين (الدكتور راشد الراشد) هو صحيح صحيح بالنسبة لإزدواجية المعايير ليس فقط عند المجتمع الدولي وإنما لدى العالم الإسلامي".
وأكد قائد الثورة الاسلامیة: إن الرؤیة الصائبة لقضایا المنطقة یجب ان تكون رؤیة تاخذ بنظر الاعتبار مخططات العدو ووسائله واحابیله".
القضیة السوریة
واكد آیة الله الخامنئی بان مواقف ایران تجاه القضیة السوریة نابعة من هذه الرؤیة واضاف: "إن الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة تعارض اراقة حتی قطرة دم واحدة من أی مسلم الا أن المقصرین فی الوضع الراهن فی سوریا هم الذین حولوا القضیة الي حرب داخلیة ودمار واقتتال الاخوة".
کلمات نخب من المشارکین
في مستهل هذا اللقاء ألقی 7 من المفكرین وأساتذة الجامعات من الدول الإسلامیة كلمات بینوا فیها وجهات نظرهم حول التطورات الراهنة في المنطقة والصحوة الإسلامیة والاخطار المحدقة بها.
والذین القوا كلمات هم: «الدكتور منیر شفیق» المفكر الفلسطیني، «الدكتور مجدي حسین» المناضل الثوری ورئیس حزب الشعب المصري، «الدكتور راشد الراشد» الکاتب والناشط السیاسي البحریني، «الدكتور بابا اینویاي» الباحث والوزیر السابق للشؤون الدینیة السنغالي، «الدكتورة عابد علي» رئیسة قسم العلاقات الدولیة في "جامعة قائد أعظم" الباكستانیة، «الدكتور علي فیاض» النائب في البرلمان اللبناني و«الدكتور عمر الشاهد» الأستاذ الجامعي والناشط السیاسي التونسي.
یذکر أن مؤتمر "أساتذة الجامعات والصحوة الاسلامیة" العالمي انطلق أمس الإثنين في طهران بمشارکة المئات من النخب والأکادمیین المسلمین من أنحاء العالم.

 

www.aban.ir

إضافة تعليق جديد