هل يجوز الضرب بالسيف وإيذاء النفس كمشاهد تعبيرية في يوم عاشوراء ؟

الجواب :

بسمه سبحانه

إيذاء النفس مطلقاً ليس محرماً شرعاً ، ومعلوم أنه كثيراً ما يأخذ الإنسان شعره بالملقط لتزيين نفسه مع أنه يحس الألم ، والطالب يتعب للدراسة ويتألم في سبيلها ، والعامل الكادح يتألم في سبيل كسب العيش ، والمرأة تتألم الآم الحمل والوضع ، فالاعتقاد بأن إيذاء النفس مطلقاً محرم لا ينبغي لعاقل أن يلتزم به ، نعم هناك حدود معينة مُنعنا شرعاً من تجاوزها في مجال إيذاء النفس ، فلا يجوز قتل النفس بدون مسوغ شرعي ، وكذلك لا يجوز أي عمل يؤدي إلى القتل أو إلى إتلاف عضو من أعضاء الجسم .

وأما التطبير وغيره كلطم الصدور والمشي على الأقدام لزيارة سيد الشهداء سلام الله عليه ، فقد أصدرنا فتوانا بشأن هذه الأمور وتتلخص في أنه إذا كان التطبير أو الضرب بالزناجيل ونحوها يؤدي إلى تلف النفس أو إلى تعطيل عضو من الأعضاء حسب رأي الخبراء في الطب فلا يجوز ، وكذلك إذا كان مثل هذا العمل في زمان أو مكان يؤدي إلى تنفر الناس لجهلهم بمغزى هذا العمل ، أو يلزم منه ابتعاد الناس عن الإسلام ومبدأ التشيع فلا يجوز حينئذ في ذلك الزمان والمكان ، لأن الغاية من هذه الأعمال الدعوة إلى مبدأ الحسين سلام الله عليه ، وإبقاء ثورته حية وداعية إلى دين جده ، وحافظة للناس وحاثّة لهم على رفض الظلم ومقارعة الطغاة ، وعلى الإلتزام بالعدالة التي لا تتحقق إلا من خلال الإسلام ، فإذا أدى هذا العمل في زمان أو مكان إلى تنفر الناس عن الإسلام فلا يجوز حينئذ لأن في ذلك هدماً لصرح النهضة الحسينية ، ونقض لغرضه وسحق لمبادئه ، فيجب على المسلمين الإلتفات إلى ذلك .

 

من اجابات المرجع الديني الشيخ بشير النجفي

إضافة تعليق جديد