المنبر الحسيني طائفي ام اصلاحي

المنبر الحسيني طائفي ام اصلاحي

بقلم: عیسی محمد العید

يعد المنبر الحسيني من المنابر الاسلامية التي له دور كبير في معالجة كثير من الظواهر المتفشية في المجتمع لربطه بحالة دينية ومأساة عاطفية خالدة بالحسين سبط نبي الامة عليه الصلاة والسلام.

فلم يبقى إلا أيام معدودة وتحل علينا سنة جديدة والتي تبدأ بذكرى عاشوراء الأليمة التي فجعت الأمة بمقتل سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين .

في هذه الذكرى يحيي المسلمون الشيعة فيها الوعظ والإرشاد والتذكير بالفاجعة بشيء من الحزن والبكاء مستلهمين منها الدروس والعبر.

الجذير بالذكر أن هذه القضية مثبتة عند جميع المسلمين سنة وشيعة إلا أن الشيعة يعتبرونها قضية وثورة ضد الظلم والاستبداد وقضية مورس فيها أبشع الاعمال المخالفة للدين الذي جاء به نبي الإسلام محمد وقد عكست هذه القضية لدى الشيعة كثير من أمور حياتهم وتعاملاتهم، فرفضهم للظلم من أي كان حتى لو كان من مذهبهم وقد رأينا ما حصل في ايران من ثورة ضد الشاه الذي ينتمي لمذهب أهل البيت لكنه ظالم، كما أنهم يمارسون أبرز معاني الرحمة بين الناس ويمثلون الخلق الرفيع مستلهمين من قضية الحسين الدروس والعبر.

لكن من الملاحظ أنه في الآونة الأخيرة وفي ظل الطائفية التي ابتلي بها المسلمون كمرض استشرى في جسم الأمة، فقد استخدمت قضية الحسين كسلاح طائفي ضد إخوانهم في الدين ويعتقدون بهذه القضية مثلهم.

طبعا لم يكن هذا إلا ردة فعل لما يمارس ضدهم من تكفير أو كلام غير لائق فطوال السنة يسمعون على منابر الجمع أبشع الكلام خصوصا من التيار المتشدد والذي لا يمثل السنة.

لكن نرجو من خطبائنا الأعزاء عدم الإنجرار وراء هذا المرض الفتاك المخطط له من قبل الظالمين والمستبدين للابتعاد عن المنهج الذي أعلنه الامام الحسين حيث قال إني لم اخرج بطراً ولا اشراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر فلابد لنا مواصلة نهجه الاصلاحي وعدم الانجرار لردات الفعل التي تفسد وتخالف ما بذله من جهد في سبيل الاصلاح.

فقضية الحسين قضية إسلامية لا تختص بها طائفة دون غيرها لأنه يمثل الإسلام كله ضد الظلم والفساد الذي طرأ على الأمة في عهد يزيد ومن خلفه في الظلم والانحراف.

فلابد أن نستثمر المنبر الحسيني استثمارا جيدا للإصلاح لأنه رسالة وأمانة تتنقل عبر الأجيال.

فسلام الله على ابا عبد الله الحسين يوم يموت ويوم يبعث حيا.

المصدر: الراصد

إضافة تعليق جديد