المرحلة تقتضي الوعي.. والمقاومة تتقدم خطوات جبارة

«السيد نصر الله» في يوم الشهيد اللبناني:

المرحلة تقتضي الوعي.. والمقاومة تتقدم خطوات جبارة

أطل الأمين العام لحزب الله «السيد حسن نصر الله» متحدثاً في مهرجان يوم الشهيد لعام 2012 الذي أقيم في مجمع "سيد الشهداء عليه السلام" في الرويس - ضاحية بيروت الجنوبية.

وبدأ السيد نصر الله الكلام في ما يتصل بالذكرى ووجه تحية الى عوائل الشهداء الذين قدموا احباءهم في سبيل الله مشيرا الى اننا تجْمعنا اليوم ذكرى هؤلاء الاحبة.

واضاف اننا في هذا اليوم يغمرنا جميعا خليط من المشاعر، حزن طبيعي لأننا بشر ونحزن على فراق الاحبة، وفرح بعد 30 عاما على انجاز الانتصارات التي صنعوها، فرح لوصول احبتنا الى النعيم الدائم ويأخذ بقلوبنا وعقولنا تصميم وارادة ان نواصل طريقهم وننجز اهدافهم ونصدق كما صدقوا ونخلص كما اخلصوا ونضحي كما ضحوا.

واشار الى ان العملية التي قام بها «الشهيد احمد قصير» ما زالت الاقوى بتاريخ الصراع العربي الاسرائيلي في النتائج والآثار. هذه العملية كسرت حواجز الخوف وحطمت قيود اليأس وبدلت المشاهد والوجوه. وجوه الناس ووجه رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير الدفاع في حينها «أرييل شارون» وحلفاؤه. معها بدأ زمن انهزام العدو وانتصار المقاومة.

وتابع: في يوم الشهيد هذا العام، المقاومة الإسلامية أكملت من عمرها 30 عاماً. 30 عاماً من العمل والسهر والجد والتعب. 30 عاما  من الدماء والتصديات والكثير من الشهداء والمجاهدين الذين لا يزالون اليوم في الساحة. المقاومة تعبر دائما عن جيل متجدد. المقاومة اليوم فيها أبناء الخمسين والستين وال17. هذه هي قوة وحيوية المقاومة. وأردف: نتمسك بهذا الماضي وتاريخنا لأنه هو الذي يؤسس لمستقبلنا. من الاستفادة من عبر الماضي نفهم الحاضر ونبني المستقبل.

المقاوم متهم والعميل التاريخي وطني؟؟
واضاف ان البعض يريدنا ان ننسى ماضينا وللشعوب العربية والاسلامية ان تنسى ويريد ان ننسى ماضيه وان ينسى اللبنانيون والعرب ماضيه من اجل ان نكون امام حاضر يحكمه خداع وتزوير، فيصبح المقاوم التاريخي عميلا او متهما في وطنيته ويصبح العميل التاريخي وطنياً ولبنانياً يطلب منه ان يوزع شهادات في الوطنية، ليصبح الحريص على الوطن قاتلا ومجرما والذي تاريخه مليء بالقتل والجرائم انسانا شريفا.

ولفت سماحته الى اننا يعز علينا اننا منذ سنوات مطلوب نجلس على الطاولة حتى يناقشنا اخرون في الاستراتيجية الدفاعية وكيف ندافع عن وطننا وشعبنا وبعض هؤلاء الاخرين له كل هذا التاريخ.
 
المقاومة حققت الردع وتتقدم خطوات جبارة
واكد السيد نصر الله ان الاسرائيلي يسلم اليوم بحقيقة الردع مع المقاومة وهذا يُجمع عليه القادة والاحزاب والاعلام والخبراء والرأي العام في اسرائيل، مشيرا الى ان معادلة الردع الجديدة التي اوجدتها المقاومة تتكرس وتترسخ من خلال معادلة شعب وجيش ومقاومة.

واكد السيد نصر الله ان طائرة "ايوب" كانت خطوة متقدمة في هذا الطريق لافتاً الى انه اذا كان لديك قدرات عسكرية من دون معلومات دقيقة فكل تلك القدرات بلا معنى ومن هنا تبرز اهمية معادلة طائرة "ايوب".

واضاف: اليوم المقاومة تتقدم خطوات جبارة الى الامام والعدو الاسرائيلي يفهم ماذا يعني ان يصبح لدى المقاومة معلومات من هذا النوع.

مهاجمة اطلاق طائرة ايوب تعطي المبرر للعدوان
وتابع: أما في الداخل اللبناني ماذا حصل بعد ارسال ايوب؟ بدأت البيانات والاستنكارات والمواقف التي تعطي الحق للاسرائيلي بشن اعتداء على لبنان، ولأن الاسرائيلي لا يعمل لدى "14 آذار" ولا ينفذ مصالحها بل يعمل لتنفيذ مصالحه لم يشن اي اعتداء على لبنان لعلمه بمعادلة الردع.

واضاف: نحن مستمرون بالعمل دون كلل او تعب ولا يفكر احد ان ما يقال في لبنان والمنطقة عن المقاومة سوف يثنينا عن العمل لردع العدو

واكد الأمين العام لحزب الله ان معادلة الشعب والجيش والمقاومة تحمي  لبنان واذا كان اللبناني لا يريد ان يحمي بلده لا احد يحميه ولا احد "سائل عنه"، من هنا خيار المقاومة والتمسك بسلاحها هو خيار انساني وعقلائي واخلاقي والتخلي عن هذا الخيار هو جنون وانتحار وتخلي عن الواجب والقيم الانسانية.

إذا اردتم الحوار فأهلاً وإن لم تريدوا فـ "ألله معكم"
وحول طاولة الحوار اكد السيد نصر الله لمن يقاطعون الحوار ان هذه ليست وسيلة ضغط علينا بل على انفسكم متسائلا هل يحق للاخرين فرض شروط للحوار ولا يحق لنا ان نفرض شروطا؟ واضاف: الحقيقة انه من كرم اخلاقنا اننا جلسنا لنناقش معكم الاستراتيجية الدفاعية او سلاح المقاومة. وقال: عندما تريدون الجلوس الى طاولة الحوار فنحن جاهزون وان لم تريدوا فـ "الله معكم."

ولفت الى ان هناك احزابا لبنانية قاومت العدو كالحزب الشيوعي اللبناني والجماعة الاسلامية والتنظيم الشعبي الناصري وغيرهم كالناصريين والبعثيين فلماذا لا يدعون الى طاولة الحوار لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية؟.

محاولات الفتنة الشيعية- السنية متواصلة
السيد نصر الله اشار الى ان البعض يعمل لاستغلال اغتيال «اللواء الحسن» لبث الفتنة بين السنة والشيعة في لبنان، متسائلا من حاول تصوير ان اكبر "ضابط سني" في لبنان قتل وقاتله شيعي الى اين يريد ان يصل؟.

واضاف انه  من الناحية الفنية التقنية هناك العديد من الفرضيات حول من يقف وراء اغتيال اللواء الحسن فلماذا اختصار كل الفرضيات بفرضية واحدة واتهام حزب الله بهذه الجريمة؟ ولماذا استبعاد فرضية ان اسرائيل اغتالت اللواء الحسن؟ واشار الى ان البعض سارع الى اتهم حزب الله فقط وقال "ما تقولوا لي اسرائيل قتلته".

ولفت الى ان في الفريق الاخر هناك من يدفع لبنان الى الانفجار، الى انفجار شيعي - سني وبالتحديد بعض مسيحيي 14 اذار وبعض الناس داخل تيار المستقبل.

صيدا ستبقى عاصمة المقاومة
وحول ما حصل في صيدا قال سماحته مؤسف جدا ما جرى في صيدا، صيدا عاصمة المقاومة وستبقى عاصمة المقاومة ومدينة العيش الواحد، صيدا مدينة الشهداء الكبار والقادة والعلماء الكبار، احتضنت وما زالت وستبقى تحتضن فلسطين وقضية فلسطين وشعب فلسطين، هناك من يريد ان ياخذها الى الفتنة، لمصلحة من؟ وكل يوم يخترع معركة وعنوانا وشعارا وفي ظل صمت كثيرين وشبه تخلي من الدولة عن مسؤولياتها.

المرحلة حساسة جدا
وتوجه سماحته الى الشيعة والسنة بالقول :هذه المرحلة حساسة جدا وتقتضي مستوى كبيرا من الوعي والتبصر ولا يجب ان يأخذنا احد لا بالعصبية ولا التحريض والا الاضاليل ولا الاشاعات... اليوم اكثر من اي وقت مضى: "إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا".

ودعا سماحته الى تناصح وتواصل القوى والعلماء والفعاليات في المناطق واكد ان علينا شيعة وسنة ان نتواصل ونتحمل ونصبر،  واذا حصل خطأ من اي فريق على الفريق الآخر الصبر والعمل لمعالجة الأمور وعلى الدولة ان تتحمل مسؤوليتها بفتح الطرقات وحماية الناس.

الحكومة مستمرة وحكومة الوحدة نناقشها على طاولة الحوار
وحول الموضوع الحكومي اكد السيد نصر الله ان الحكومة موجودة وتعمل وتستمر بالعمل والكلام عن حكومة حيادية لا معنى له ولا يوجد في لبنان حياديون و الكلام عن حكومة تكنوقراط لا معنى له في لبنان فكل شيء في لبنان سياسي، البعض يتحدث عن حكومة وحدة وطنية فليتفضل لطاولة الحوار لنقاش ذلك.

واضاف: من يعتقد انه سيفوز بالانتخابات ايا كان القانون فليقبل بقانون على اساس النسبية، مشيرا الى ان فريق 14 آذار يقول إنه ان فاز بالانتخابات سوف يشكل حكومة من لون واحد.

ورأى السيد نصر الله ان هناك في لبنان منهجين، الأول يدعو الى الشراكة الوطنية بينما هناك منهج اقصائي الغائي، ورأى ان على اللبنانيين الاختيار بين صورتين: الاولى لرئيس حكومة سابق يريد ان يصل الى السلطة مقابل اي شيء والثانية لرئيس للحكومة يقول امام حادثة حصلت في البلد انا غير متمسك بمنصبي امام تشكيل حكومة شراكة وطنية.

موضوع سورية والبحرين
في الموضوع السوري اكد السيد نصر الله مجدداً ان من مصلحة سورية والشعب السوري الذهاب الى الحوار والحل السياسي ووقف القتال.

اضاف: بالمقابل الى اين يدفع الاخرون الوضع؟ جمعوا الجميع في الدوحة وانشأوا إطارا جديداً كما ارادت كلينتون لكن الأخطر ان اطراف المعارضة في الدوحة تجمع على رفض الحوار وتريد ان تذهب الى مزيد من الدمار والقتال.

وفي الشأن البحريني اعتبر السيد نصر الله ان السلطة البحرينية هناك ضاقت ذرعاً بسلمية المعارضة حتى بدأت تطلق الاتهامات لحزب الله بوقوفه وراء تفجيرات، معتبرا ان السلطة تبحث عن ذريعة لضرب وقتل واعتقال المعارضين السلميين.

التبصّر في زمن الفتن
واضاف اننا ندعو أمام ما يجري في لبنان وغزة وسورية الى مزيد من التبصر ولنعلم اننا في زمن الفتن. وأكد انه في زمن الفتنة ليس صحيحا دس الرأس في التراب والقول انني غير معني بل ان يفتح عينيه وعقله وأن يحاول ان يميز الحق من الباطل ليدفع امته وشعبه في اتجاه صلاح دنياها واخرتها، وهذه مسؤوليتنا جميعا وخاصة في هذه المرحلة.

المصدر: ابنا

 

إضافة تعليق جديد