لماذا یتعرض بعض الغربیین لتوجیه الاهانة للنبی الاکرم (ص)؟

لماذا یتعرض بعض الغربیین لتوجیه الاهانة للنبی الاکرم (ص)؟

لماذا یتعرض بعض الغربیین لتوجیه الاهانة للنبی الاکرم (ص)؟ اللهءمحمدءعلیءاسلامءدینءTVshiaءشیعهءمنجیءقرآنءخداء
ماذا یهدف الغرب من وراء اهانة النبی الاکرم (ص)؟ و من هو المنتفع بذلک؟
الجواب الإجمالي
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی.
الجواب التفصيلي
لکی تتضح الاجابة عن السؤال لابد من الالتفات الى الامور التالیة:
1- الجذور التاریخیة لمثل تلک الاعمال المشینة:
ان تحقیر الانبیاء (ع) عامة و النبی الاکرم (ص) خاصة لمن تکن بالحادثة او الامر الجدید لدى هؤلاء، بل ان جذوره التاریخیة تمتد الى عصور قدیمة، و لقد اشار القرآن الکریم الى هذه الظاهرة فی عدد من الآیات التی اشارت الى مجموعة من الاسالیب التوهینیة التی قاموا بها اتجاه الانبیاء، منها:
الف) الاستهزاء و السخریة:
قال تعالى مشیرا الى ذلک بقوله: «یا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما یَأْتیهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ کانُوا بِهِ یَسْتَهْزِؤُنَ».[1]
ب) الافتراء و توجیه التهم:
قال تعالى: «کَذلِکَ ما أَتَى الَّذینَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُون‏».[2]
ج) انه مخادع و انه یتلقى علمه من البشر و یدعی انه من الله
لقد اشارت الآیة المبارکة الى هذه التهمة الرخیصة حیث قال تعالى: «وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ یَقُولُونَ إِنَّما یُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذی یُلْحِدُونَ إِلَیْهِ أَعْجَمِیٌّ وَ هذا لِسانٌ عَرَبِیٌّ مُبین‏».[3]
و الجدیر بالذکر ان قضیة الرد على الانبیاء و توجیه التهم الیهم و مواجهتهم بشتى انواع السبل، لم ینحصر بما ذکرنا من الامثلة، بل اتخذ انحاء متنوعة و اسالیب مختلفة، و لقد حاولوا اثارة الکثیر من الاشکالات و الحجج الواهیة فی طریق الرسل من قبیل: لماذا لایکلمنا الله؟، و لماذا لایجری المعجزة على ایدینا؟ و لماذا لاینزل الملائکة علینا؟ و لماذا لاینزل الوحی على رجالنا و کبارنا؟! و لماذا لایحضر الله الملائکة امامنا؟ و لماذا یکون النبی بشرا یأکل الطعام و یمشی فی الاسواق قال تعالى: «وَ قالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ یَأْکُلُ الطَّعامَ وَ یَمْشی‏ فِی الْأَسْواقِ لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَیْهِ مَلَکٌ فَیَکُونَ مَعَهُ نَذیرا».[4]
2- العوامل الفکریة و النفسیة:
نسب القرآن الکریم اهانة الانبیاء (ع) عامة و النبی الاکرم (ص) خاصة للکافرین و الظالمین و الجاهلین،[5] و هذا ما نشاهده الیوم ایضا، فمن القى نظرة الى المجتمع الغربی الیوم یرى ان الصحف و المجلات و وسائل الاعلام التی تتصدى لتوجیه الاهانة لنبی الاسلام (ص)، انما هی الصحف و المجلات و وسائل الاعلام المرتبطة بماکنة الاستکبار العالمی و الصهیونی.
و بقلیل من التأمل یظهر ان اهانة الانبیاء من قبل الظالمین و الکافرین و قادتهم تکمن فی الامور التالیة:
الف) فی الوقت الذی نرى فیه الانبیاء و المرسلین (ع) یدعون الناس الى عبادة الله تعالى وحده، و یدعونهم الى معرفة الحق و طلبه و الخضوع له،[6] فی الوقت نفسه نرى الظالمین و المستکبرین و ائمة الکفر یدعون الناس الى الخضوع لهم و الانصیاع لمطالبهم و تلبیة رغباتهم الى درجة قد تصل الى حد طلب التألیه.[7]
ب) ان حرکة الانبیاء و کل جهودهم منصبة فی الاساس على اقامة العدل و نشره،[8] و فی المقابل نجد ائمة الکفر و الظلم قد اباحوا لانفسهم التصرف فی حقوق الناس و اموالهم.[9]
ج) ان الانبیاء یمثلون قمة الاسوة و المثل الانسانی الخیّر على المستویین الدینی و الانسانی و انهم یثابرون و یکافحون من اجل احیاء تلک القیم و المثل الاخلاقیة،[10] و اما قادة الکفر و الطغیان فانهم یسیرون فی خط مخالف لذلک بالکامل حیث یسعون و بکل ما اوتوا من قوة الى اشاعة الرذیلة و مسخ القیم و نشر الظلم فی المجتمع.[11]
د) ان الانبیاء کان یتحرقون دائما من اجل البشریة و کانوا یتمنون الخیر للناس و یعیشون همومهم و آلامهم و یسعون لاسداء الخدمة الیهم،[12] فی الوقت الذی نرى فیه قادة الکفر و الظلم یسعون لتسخیر الناس لخدمتهم الخاصة کما یسعون لجعل الامة تعیش حالة الجهل و التخلف و فقدان الهویة[13].
ه) منهج الانبیاء منهج المداراة و دعوة الناس للوحدة، و فی الوقت نفسه نجد منهجهم یمتثل فی التصدی للطواغیت و الحکام الظالمین وعدم المهادنة معهم و الخضوع لهم، و اما منهج الطغاة و المستکبرین فعلى العکس من ذلک، فانه منهج یعتمد القوة و الغلبة و اشاعة الفرقة و الاختلاف بین الناس، و یسعون الى کم افواه الناس و اخضاعهم بشتى الوسائل کالاعلام و الترهیب و العنف و القتل و تحریف الادیان، کل ذلک من اجل تحقیق مآربهم و مقاصدهم الدنیویة.[14]
3- مع الالفتات الى ما ذکرنا یمکن القول؛ انه یمکن تلخیص الاهداف التی یرنو الیها قادة الکفر و الظلم من خلال مواجهتهم لشخصیة الرسول الاکرم (ص) بالامور التالیة:
الف) محاربة الاسلام و الوقوف امام المد الاسلامی و الحب لشخصیة الرسول (ص)، تلک الشخصیة التی استطاعت ان تدخل الى قلوب الکثیرین، فاراد الظالمون و المستکبرون بعملهم هذا ان یحدّوا من ذلک التوجه و المیل الى الاسلام لانهم یعلمون ان ذلک یتعارض مع مصالحهم الدنیویة و مآربهم المادیة.
صحیح ان الایمان بکافة الانبیاء الذین سبقوا نبینا الاکرم (ص) واجب، کما أکدت ذلک آیات الذکر الحکیم فلا نفرق بین احد من رسله و ان شأنهم من هذه الجهة شأن النبی الاکرم (ص)، الاّ انه تبقى للرسول الاکرم (ص) خصوصیته باعتباره خاتم الانبیاء و انه الحلقة الاخیرة فی سلسلة النبوّات و قد جاء بدین متکامل یحتوی على کل ماجاءت به الدیانات السماویة الاخرى من مثل و قیم و عقائد، کما انه استطاع ان یعبر کل ذلک الزمن الطویل بنجاح، و لم تعلق به غبار التحریف و الزیغ و بقی حیا ناصعا یتحدى الزمن مهما طال، بل استطاع ان یحیی سلسلة النبوات التی جاءت قبله.
و من البدیهی انه اذا قدر ان ینتشر الایمان بالدین الذی جاء به النبی الاکرم (ص) و ان یقترن ذلک الایمان بالعمل وفقا لمنهجه الشریف (ص) حینها لایبقى مجال للظلم و التسلط على رقاب الناس و التلاعب بمقدراتهم.
من هنا نرى قادة الکفر و التسلط و الهمینة قد حشدوا کل قواهم و سخروا کل ما یمکن تسخیره لیطفئوا هذا النور الالهی، الاّ ان التاریخ یشهد انه و بالرغم من کل تلک الجهود الذی یبذلونه و المکر الذی یمکرونه مع کل ذلک، ما زالت محبة النبی الاکرم (ص) تزداد فی النفوس یوما بعد یوم، «قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ ما یُبْدِئُ الْباطِلُ وَ ما یُعید»،[15] «وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ کانَ زَهُوقاً».[16]
ب) انهم یسعون من خلال عملهم هذا الى التغطیة على هزائمهم السیاسیة و فشل مخطاطهم العکسریة فی شتى انحاء العالم خاصة فی مواطن المواجهة مع المقاومة الفلسطینیة و رجال المقاومة اللبنانیة المتمثلة بحزب الله، کما انهم یحاولون التغطیة على ما یقومون به من اعمال شنیعة و مکر و احتیال و تآمر فی اوساط شعوب العالم، معتقدین انهم بعملهم هذا یستطیعون حرف افکار العالم و التغطیة على کل ما یقومون به من مؤامرات و ما یحیکونه من دسائس.
ج) توفیر الارضیة المناسبة لحشد افکار العام العالمی لمواجهة الجمهوریة الاسلامیة التی تعتبر الیوم محط انظار العالم الاسلامی کافة.
[1] یس، 30.
[2] الذاریات، 52؛
[3] النحل، 103.
[4] الفرقان،7.
[5] الفرقان، 31-32؛ الانبیاء، 36؛ المطففین، 29؛ الانعام، 23؛ الاسراء، 47؛ لقمان، 23.
[6] آل عمران، 79-80؛ المائدة 116-117.
[7] القصص، 38؛ المؤمنون، 46، 47.
[8] الحدید، 25.
[9] الرخرف، 51.
[10] الاحزاب، 21؛ الحجرات، 93؛ الزمر، 9؛ النساء، 95؛ الحدید، 10؛ الممتحنة، 40.
[11] النمل، 36؛ البقرة، 205-206، 49؛ ابراهیم، 6.
[12] التوبة، 128؛ الجمعة، 2؛ هود، 88؛ الکهف، 6؛ الاعراف، 79، 68، 62.
[13] الزخرف، 51-54؛ النحل، 34.
[14] الشعراء، 215؛ آل عمران،103، 159؛ النحل، 125؛ النساء، 141؛ البقرة، 190.
[15] سبأ، 49.
[16] الاسراء، 81.

islamquest.net

إضافة تعليق جديد