قرنت الهيبة بالخيبة، الحياء بالحرمان. والفرصة تمرمر السحاب فانتهزوا فرص الخير.

الخوف من الله حتم، هو مقام الربانيين، الخوف من القول والفعل بلا علم‏حسن وجميل، هو من صفات العلماء والمتقين، كل خوف ما عدا هذين فهو جبن وخور.

فأقدم على ما يطمئن اليه قلبك، ان قال الناس وقالوا.. وان أحجمت خوفا من قيلهم وقالهم عشت حياتك سلبيا فاشلا..على أنك لا تسلم من ألسنة الناس‏و ان حذرت منها ومنهم.. وأحمد الله سبحانه الذي عافاني من هذا الداء، لو شاء لفعل. وتقدم الكلام عن ذلك في الحكمة رقم 2 عند شرح قوله "الجبن‏ منقصة".

(والحياء بالحرمان).الحياء من فعل ما لا يقره عقل ولا دين، تأباه‏الكرامة والمروءة هو من الدين في الصميم، سنة من سنن الأنبياء والمرسلين، خلق من خلق الأباة والسراة، أما الحياء من الحلال، بخاصة ما ينفع الناس‏فهو عجز وخوف، خنوع واستكانة، خلق من خلق الضعفاء والجبناء.

وهذا النوع من الخوف هو مراد الإمام، من أقواله "تكلموا تعرفو" ومن الأمثال العامة  "لا ينجب أولادا من يستحي من زوجته".

وبهذه المناسبة نشير الى ما قيل في تفسير هذا الحديث "مما ادرك الناس‏من كلام النبوة إذا لم تستح فافعل ما شئت".قيل في تفسيره إذا لم تستح من الله والناس فافعل ما بدا لك من حلال وحرام، حسن وقبيح. وهذا المعنى‏ معروف بين الناس. وقيل معناه إذا لم يكن في الفعل ما تستحي منه فافعله، لا بأس عليك. وكل من المعنيين صحيح يتحمله لفظ الحديث.

أما فرص الخير فإنها تمر من السحاب، كما قال الإمام، اغتنامها سعادة وكرامة، فواتها حسرة وندامة. ولا أرى مثيلا لمن أضاع الفرصة إلا منكر الجميل.هذا أخذ ولم يشكر، ذاك رفض ما يستوجب الشكر، كل مقصر.

وتقدم الكلام عن ذلك في الرسالة.30

إضافة تعليق جديد