إذا أقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره. وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه.

إذا أقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره. وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه.

المراد بإقبال الدنيا على الإنسان أن ينال منها ما يغبط عليه ويحسد، المراد بإعارته محاسن غيره أن يرفع فوق منزلته، كمن ساد، ما هو بأهل للسيادة.

وليس من الضروري أن تنسب اليه فضائل الآخرين، كما توهم الشارحون، بل‏قد يكون ذلك، قد لا يكون، المعيار أن يقدر بأكثر من ثمنه. والمراد بسلبته محاسن نفسه أن تبخس أشياؤه، يبهظ حقه ومقامه. والأمثلة على ذلك‏لا تحصى كثرة، منها ان يؤلف شهير كتاب، فيقبل عليه الناس ويشتروه بأغلى‏الأثمان، يكيلوا له المديح بلا حساب، يستشهدوا بكلماته كدليل على الحق!.

ولو نسب هذا الكتاب بالذات الى مغمور مجهول لأعرضوا عنه.. وربما سخروا منه.

وفي الخطبة 107 أوضح الإمام السبب الموجب وبينه بقوله "فهو عبد لهاـأي للدنيا ـولمن في يده شي‏ء منها حيثما زالت زال اليه، حيثما أقبلت أقبل‏عليه".انه يقبل ويدبر بوحي من دنياه ومصلحته، هو يظن أنه ما فعل‏و ما ترك إلا بإملاء الحق والعدل.

إضافة تعليق جديد