اعجبوا لهذا الإنسان ينظر بشحم، يتكلم بلحم، يسمع بعظم، يتنفس من خرم.
اعجبوا لهذا الإنسان ينظر بشحم، يتكلم بلحم، يسمع بعظم، يتنفس من خرم.
المراد بالشحم هنا غير اللحم كالجلد الشفاف الذي يغطي شبكة العين ونحوه، أما العظم فالمراد به الغضروف، هو عظم طري.
أشار الإمام الى أربعة أعضاء البصر واللسان والسمع والأنف. وللعين مهمتانالأولى انها نافذة الى القلب تتسرب اليه منها ما تراه في الخارج.المهمة الثانية انها مرآة تعكس في كثير من الأحيان ما هو مودع في القلب من حب وبغض، فطنة وبلادة، خير وشر، معنى هذا ان العين تعطي القلب وتأخذ منه، تؤثر فيه، يؤثر فيه. وأيضا معنى هذا ان كل ما في العين لا بد أن يكونرقيقا شفافا يحكي عما وراءه، نقيا صافيا ينعكس فيه ما تقع عليه العين، منالبداهة أن في اللحم غلظة وكثافة، ان كان اللحم أقل كثافة من العظم، الشحم أخف وأرق من اللحم، هو أشبه ب "النيلون".
أما اللسان فهو أكثر الأعضاء حركة وقبضا وبسطا..تجري حركته بسرعة بلا تعب وكلال عند الكلام والشراب والطعام، عند ابتلاع الريق وقذفه، بل يتحرك عند السكوت وترك الطعام والشراب..فاستدعى ذلك أن يكون لحمارطبا بلا عظم وعصب، أن يكون في الفم بمنزلة الصدر للقلب صونا له منالعوارض الخارجية.
و أما الأذن فهي الأداة اللاقطة للصوت، الصوت يحمله الهواء، لا يدخلالى الأذن إلا بعد انكسار حدته، فجعلها سبحانه عضوا لينا لا لحما مسترخي، لا عظما صلبا بل عظما طريا متماسكا.
أما التنفس في الإنسان فيقول أهل الاختصاص أن له عضلات كثيرة، أهمها الأنف، به يستغنى عن الفم لاستنشاق الهواء، قد جعل سبحانه تجويفه بقدرالحاجة، لو كان أوسع مما عليه لدخل الى الجوف من الهواء أكثر من المطلوب، أضيق لدخل دون القدر اللازم، أيضا جعل التجويف مستطيلا لينحصر فيهالهواء وتنكسر حدته قبل أن يصل الى الدماغ، إلا صدمه بقوته وأوقفه عنالحركة.
فسبحان الذي خلق فسوى، قدر فهدى.
إضافة تعليق جديد