أزرى بنفسه من استشعر الطمع

، رضي بالذل من‏كشف عن ضره، هانت عليه نفسه من أمر عليه السانه.

الطمع ضد القناعة، لكن كثر استعماله ضد المروءة والورع حتى صار حقيقة فيه، أما حكمه فيقاس بآثاره ونتائجه، ان خيرا فخير، ان شرا فشر.

وقول الإمام من استشعر الطمع معناه من اتخذه دينا له وديدنا بحيث لا يلتزم‏بشي‏ء إلا على أساس منفعته الخاصة. ومن كان كذلك فقد حقر نفسه بنفسه، لأن الإنسان يقاس بأهدافه وأمانيه. ومن كانت همته بطنه كانت قيمته ما يخرج‏منها كما قال الإمام.

وقد يبتلى الإنسان بمرض وفقر وغيرهما من الآفات. وما من شك ان‏المرض بلاء، الفقر مصيبة، لكن الكشف والإعلان عنهما وعن أية آفة فضيحة. وقديما قيلا لشكوى لغير الله ذل.. وأية جدوى من الشكوى الى‏الناس ما دامت لا تدفع ضر، لا تجلب نفع، تسوء المحب، تسر المبغض؟

وأيضا لا جدوى من أمر المبتلى وحثه على الصبر وكتمان العلة إلا إذا كان ذا عقل‏رزين، لأن الصبر على قدر العقل.

والشكوى من مقولة الكلام وصفاته، لذا عقبها الإمام بالإشارة الى اللسان، مر الحديث عنه في شرح الخطبة 94 فقرة "السكوت" وغيره. وقال مجرب‏حكيم يتنازع لسانك عقلك وهواك، فإن غلب الأول فهو لك، ان غلب‏الثاني فهو عليك، فلا تطلق لسانك حتى تعلم ان كلامه لك لا عليك.

إضافة تعليق جديد