نحرض على الثورة السلمية وضد الفساد في النظام وضد القتل والاستئثار

أكد الأمين العام لجمعية "الوفاق الوطني الإسلامية" «الشيخ علي سلمان» في لقاء جماهيري مساء السبت حول التفجيرات التي أعلنت عنها السلطة، نحن ضد هذا النوع من العمل، نحن ضد أي نوع من التفجير.
وأوضح: لكن لست ملزم بتصديق الرواية الرسمية، فقد شهدنا رواية السلطة تجاه التعذيب وقتل الأبرياء، فلست ملزم تصديق رواية السلطة والحل لذلك هو ايجاد جهة محايدة للتحقيق في هذه الحوادث ولو فرضنا ثبت ذلك نحن كجمعيات سياسية نقف ضد كل عنف، وأقولها نحن نقف ضد "سرايا الأشتر" وما تبنته من عمليات.
وعما صدر عما يسمى المجلس الوطني مؤخرا، قال الشيخ سلمان أن ماصدر في تقديري هو في صالح الحراك الشعبي لأنه أبرز للعالم الحراك الشعبي على حقيقته، وهذا مشابه لتصريح رئيس الوزراء عندما صرح بأن القانون لا يطبق عليه وعلى المعذبين فهو يكشف للعالم حقيقة هذه السلطة.
وقال: الثورة أمانة في أعناقنا جميعا ولكن يجب علينا ان نقدم الشكر لهذا الشعب فلم يقصر، ولم يقدم أي شعب كما قدمه هذا الشعب. والمطلوب منا بذل مزيد من الجهد على كافة المستويات وهو تحدي أمام الجميع.

شعب البحرين هم روح الثورة
وحول الموقف من 14 أغسطس، أوضح الشيخ سلمان: كما نتعاطى مع الدعوات السابقة والدعوات التي ستأتي بعد 14 أغسطس، نقف مع كل تحرك سلمي ونحن معه وباي عنوان كان ومن أي جهة صدر وسنقف ضد كل العنف.
ولفت إلى أن الجمعيات السياسية ليست الثورة، شعب البحرين هم روح هذه الثورة ونشجع كل الشعب برفد هذه الثورة بعناصر قوة وهي ليست مسؤولية الجمعيات فقط.
وقال: نعم نحن نحرض على الثورة السلمية وضد الفساد في النظام وضد القتل والاستئثار في السلطة وهي وظيفتنا ووظيفة كل أبناء هذا الشعب. نحن مع الإصلاح ولا نحرض ضده بل ندعم كل طرق الإصلاح.
وأشار إلى وجود دراسة لموضوع تسيير مسيرة جماهيرية في يوم 14 أغسطس، ولم يتخذ قرار في هذا الشأن حتى اللحظة.
وقال الشيخ سلمان: يدي بيد الشعب الذي يطالب بالقوة والصمود، وأنا معه حتى النهاية، مضيفاً أنه لا مانع من التعاون في اقامة فعاليات سلمية مع أي فصيل سياسي أو ثوري.
وعما إذا كانت الجمعيات السياسية ستدعم العصيان المدني في 14 أغسطس، قال الشيخ سلمان نحن لا نقف ضد أي دعوة سلمية ولكن نحن كجمعيات سياسية لا نشارك في أي فعالية إلا بعد عدة دراسات وحسابات.

تقوية عناصر الثورة
وشدد على أهمية الإستمرار في الثورة والعمل على تقوية كل عناصر الثورة من حراك اعلامي وشعبي وحقوقي سواء بالداخل أو الخارج. المعركة استمرت عامين ونصف وعلينا ان نواصل واضافة عناصر قوة وتجنب عناصر الضعف.
وأشار إلى أن الحراك الغير سلمي مكلف، وبالإمكان تجنبه أو الحد منه، ولكن ندعو للحراك السلمي البعيد عن المواجهة سواء في القرى أو العاصمة ونؤكد على العاصمة. موضحاً ان معيار السلمية هو المعيار الدولي وهو الإطار المحدد لأي حراك سلمي.
وعما إذا كانت هناك ضغوط تمارس على الجمعيات للتنازل عن سقف المطالب، أوضح أن المجتمع الدولي يضغط باتجاه الحوار والسلمية ولكن في التفاصيل لا يتدخل.

الإعلام الرسمي هابط والإعلام الشعبي يتفوق عليه
وحول رده على التسجيل المسرب لولي العهد البحريني «سلمان بن حمد آل خليفة»، أوضح الشيخ سلمان أن اللقاء عادي ولا يحتوي على نتائج تذكر، أما التسجيل المسرب فأحد مشاكل الإعلام الرسمي هو عدم قدرته على نشر ما قاله ولي العهد أمام 300 شخص، وهذا نوع من الشجاعة يقدر لولي العهد ويطلب من الجمعيات الاعتذار، وأقول نحن نمتلك الشجاعة للاعتذار فيما ثبت أننا اخطأئنا في موقف معين. ولكن وجدنا الإعلام الرسمي اجتزأ التصريح بما يهواه ويريده.
وأردف: بالأمس كان هناك تصريح للخارجية الفرنسية تدعو للافراج عن المعتقلين والتأكيد على حرية التجمع ولكن ما ابرز في الصحافة هي ادانتهم للعنف، هذا اعلام هابط.
وقال سلمان: لازال الإعلام الشعبي هو الأكثر حضورا وتأثيرا، وانتقال الاحتكار الاعلامي بيد السلطة وكسره من قبل الشعوب. وهنا لابد من التأكيد على الاستمرار وعدم الفتور ومواصلة ابراز ظلامتكم لكل محيطكم في كل مجالات ووسائل الإعلام الحديث، كما ادعو الجميع للمشاركة في هذه الوسائل ومن لا يعرف يسعى للتعلم والدخول في هذا العالم.
وأردف سلمان: قبل قليل التقيت مع أحد شهود حادث السير للمصاب صادق سبت وتحدث عن تعمد سائق السيارة وما روي عن الشاهد يعد وفق القانون هي جريمة قتل مع سبق الإصرار.

الحوار وسيلة حضارية
ولفت إلى أن واقع البحرين سيفرض الحوار كوسيلة لاحداث توافق بين الأطراف فليس بيد النظام القدرة على فرض أجندته على الشعب ولا الشعب كذلك لذا يكون الحوار وسيلة لاحداث توافق. مشيراً إلى أن الحوار الحالي والسابق يقيم بحدوده سواء من ناحية ايجابية الاستمرار او التوقف وهي عملية مستمرة، الا أن البحرين تحتاج للحوار للخروج من الواقع السلبي للتوافق. منبهاً إلى أن الحوار لا يعني التوقف عن الحراك السياسي المطالب بالديمقراطية.
ولفت إلى أن القوى المعارضة ستعود إلى البرنامج الشعبي والجماهيري بعد شهر رمضان المبارك، بعد أن تحولت البرامج السياسية والفعاليات إلى لقاءات مفتوحة مع الناس في مختلف مناطق البحرين.

أدب الاختلاف والصراع
وقال سلمان أن الإنسان لايبحث عن مشكلة مع الآخر من أجل أن يختلف معه، والحالة السوية للإنسان لايبحث عن عدو أو خصم، الفكرة الأساسية من منطلق انساني وديني ان نبحث عن من نتعاون معه، أما اذا وجدت في الحياة من يسرق ويظلم أو يحاول أن يستبعد البشر فمن واجبك الانساني أنكار ذلك ومقاومته والعمل على ايقاف هذا الفساد والانحراف والاستعباد الغير حقيقي.
ولفت إلى مجموعة من النقاط حول "أدب الاختلاف والصراع":
1. يجب أن يكون منطلق حراكك وموقفك من أي طرف أن تبتغي من هذا الانطلاق وجه الله سبحانه وتعالى، سواء بالمشاركة مع طرف أو مواجهة طرف آخر، تتعاون مع طرف من أجل الأمر بالمعروف وتقف ضد شخص آخر من أجل النهي عن منكر.
2. ما هو موقفك النفسي من هذا الطرف وما تضمره تجاهه، فالأدب الإنساني والإسلامي يؤكد على الهدف من الوقف ضد طرف ما من أجل ابعاده عن شره ونأيه عن ظلم نفسه وظلم الآخرين.
3. توخي الأساليب الأقل كلفة لك ولخصمك، وأحيانا تكون أمامك العديد من الخيارات فالمطلوب هو البحث عن أقل الأساليب كلفة. وهذا ما وجدناه في سيرة النبي (ص) وأهل بيته عليهم السلام حيث يبحث عن الأقل الأساليب التي تحقق الهدف المطلوب.
4. حصر نقاط الاختلاف والخصومة، ونحن بالبحرين لدينا خصومة سياسية ولو السلطة تتحلى بأدب الاختلاف فلا يستدعيها أن تقتل أو تسجن أو تهجر.
كما أؤكد الحفاظ على الأملاك الخاصة والعامة، فلا يوجد لدى القوى المعارضة والسياسية هدف لتخريب الأملاك العامة والخاصة، او تشويه صورة البحرين والاضرار باقتصاد البلد، وندرك كقوى سياسية معارضة أن هذه خصومة سياسية ونسعى التحلي بأدب الاختلاف، فلم تعمل على اثارة النعرات الطائفية أو ابرازها كظلامات طائفية وذو صبغة طائفية بل هي مطالب وطنية.
5. عدم رد الإساءة في حالة الخصومة، فمن يقدم الإحسان لك ردك له بالإحسان، أما من يسيء لك فالرؤية الإسلامية تؤكد على عدم الإساءة والإلتزام بالصمت فلست بحاجة للرد على الإساءة أو الكذب أو التزوير.
6. فتح الباب لخصمك وحفظ ماء وجهه – ليس على حساب المطالب- ففي أدب الإسلام كان رسول الله (ص) يحفظ ماء وجه الخصم وهذا ما حدث أثناء فتح مكة، فعندما دخل مكة المكرمة لم يسفك الدماء ولم يقتل.
7. العفو والتجاوز عند النصر والابتعاد عن عقلية الانتقام والتشفي، فعن رسول الله (ص) ورد قوله: "اذهبوا فانتم الطلقاء". «نيلسون مانديلا» (سياسي مناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وثوري شغل منصب رئيس جنوب أفريقيا) له وصية بما معناها "يجب عدم سيادة سياسة التشفي والانتقام من الأحزاب التي تحكمنا" واعتقد أن هذه الرؤية انسانية تحمي المجتمع من التطهير والاقصاء.

 

www.abna.ir

إضافة تعليق جديد