حفل إفطار حاشد لهيئة دعم المقاومة.. والسيد نصرالله يؤكد إستعداد المقاومة للحوار محذرا اسرائیل
بين المقاومة الاسلامية التي حققت الإنتصارات التاريخية على عدو الأمة العدو الإسرائيلي، وأجبرته على الإندحار والإنسحاب ذليلاً من جنوب لبنان ومن دون أية شروط او معاهدات سلام كما حصل مع معظم الدول العربية، وشعبها قصة عشق لا تنتهي.
تعتبر تجربة المقاومة الإسلامية في لبنان، من انجح التجارب الثورية في العصر الحديث، ليس من ناحية الثقافة العسكرية التي تميز المنضوين تحت لوائها فحسب، بل بالبيئة الحاضة، وشعب المقاومة المقدام، الجبار، الذي لا يوفر جهداً إلا ويفعله، من أجل إستمرار المسيرة، مسيرة الشهداء الذين ضحوا بارواحهم كي يبقى الوطن محروساً.
للمقاومة هذه هيئة دعم لطالما دعا إلى مساعدتها السيد حسن نصرالله في اكثر من مناسبة، لدعم الأبطال الذين سطروا ملاحم بطولية في جبال لبنان وأوديته، وهزموا العدو الذي قيل عنه انه لا يهزم.
هيئة الدعم هذه وفي كل عام، تقيم إفطاراً سنوياً برعاية السيد نصرالله وحصور سياسي، وإجتماعي، وأدبي، وعسكري موسع، إضافة إلى شعبها جمهور المقاومة، تتشارك معهم مائدة الرحمن في شهر رمضان المبارك.
وفي كل عام يطل السيد نصرالله وبكلمة متلفزة، ليتحدث عن المقاومة، وعن عوائل الشهداء، والفقراء، والجرحى، وعن الوضع السياسي، وأيضا عن أهمية المساهمة ولو بمبلغ لا يذكر من اجل هيئة المقاومة هذه، التي تعد ركيزة من ركائز الإنتصارات التاريخية التي تحققت.
وفي كلمته هذا العام أكد سيد المقاومة أن "شرفاء هذا البلد إستثمروا في المقاومة بأعز ما لديهم، ونحن لدينا دائما الاستعداد للحوار لمناقشة الاستراتيجية الوطنية للدفاع".
وأشار الى أن المقاومة "قدمت استراتيجية دفاعية في أواسط العام 2006 وحتى الآن لم تتم مناقشتها، لأن الفريق الآخر ليس جديا في بحث أستراتيجية وطنية للدفاع. هذا الوطن لنا جميعا، والدفاع عن لبنان مسؤولية جميع أبنائه وهناك حاجة وطنية جدية لوضع استراتيجية دفاع وطنية".
وأوضح أن "المقاومة في لبنان كان لديها رؤية ولديها أهداف واضحة ووظيفة واضحة وطريق واضح، وكانت تتمتع منذ البداية ببصيرة، حيث كل واحد يعرف الى اين هو ذاهب. هذا الوضوح في الرؤية يضاف الى الايمان الى العزم والارادة. وكانت تسعى المقاومة في لبنان، الى تحرير الارض اللبنانية المحتلة، فالاسرائيلي قبل العام 1982 كان يحتل جزءا من الارض اللبنانية، كما كان لها هدف تحرير الاسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية. المقاومة لا تدعي أنها تتحمل مسوؤلية حماية لبنان من الاخطار بل تسهم في ذلك الى جانب الجيش والقوى الامنية".
وشدد على أن "الهدف الثاني هو تحرير الاسرى، وهذا الهدف انجز على مراحل وبقيت بعض الملفات عالقة كتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. كما إن استعادة الاسرى واجساد الشهداء من اسرائيل استحقاق وطني لبناني، والمقاومة ستستمر لان هناك أرض محتلة".
وأشار السيد نصرالله الى أن "المقاومة دخلت على هدف المساهمة في حماية الشعب اللبناني. فتفاهم تموز في العام 1993 كانت أول معادلة ميدانية تفرضها المقاومة لحماية المدنيين اللبنانيين. وجاء تفاهم نيسان ليكرس معادلة حماية المدن مقابل عدم قصف المقاومة للمستعمرات الاسرائيلية في الشمال"، منوها الى أنه "لا ندعي ولا للحظة أننا نملك عدّة وسلاح ومقدرات عسكرية وعديدا كتلك التي يملكها الاسرائيلي، وإنما حرب تموز أوجدت توازن رعب بين لبنان واسرائيل، وما حصل في لبنان أن هناك مقاومة شعبية وإحتضان شعبي، أوصلنا الى مرحلة توازن خوف وتوازن رعب وتوازن ردع . فاسرائيل تحسب ألف حساب قبل الاعتداء على لبنان".
ورأى أن "الاخطار والاطماع والتهديدات الاسرائيلية تضع لبنان أمام استحقاق وطني كبير ودائم، عندما يقارب أي موقع منا موضوع الجيش أو المقاومة يقاربها فهو يقاربها من زاوية الاخطار الجدية"، متسائلا "هل هناك حاجة لهذه المقاومة؟، النقاش حول شرعية السلاح أو عدمه لن يوصل الى مكان فلننتقل الى بحث هل هناك حاجة الى المقاومة؟".
وذكر أن "التجربة أثبتت أن مشروع أميركا الاول في المنطقة هو إسرائيل. أميركا تتخلى عن حلفائها من أجل مصالحها أميركا لم تعد القوة التي تفرض إرادتها على العالم".
وأضاف: "نحن في موضوع المقاومة نأتي بالوقائع ونقول تعالوا نأخذ من هذه الوقائع العبر، لأن المقاومة تستند الى الارادة الشعبية، وتجربة المقاومة أثبتت جدواها. المقاومة في لبنان قوية وتحظى بهذا الحب والاحتضان الكبير وهي ليست حالة عابرة وهي عصية على الكسر، وكل الذين حاولوا ان يكسروا المقاومة أو عزلها هم يفشلون لأن المقاومة ليست تنظيما بل هي ارادة".
ولفت السيد نصرالله الى أنه "عندما يكون هناك عدو يتهدد شعبك وكرامتك فمسؤوليتك أن تقاتل وتدافع. وهذه المقاومة من الطبيعي أن تكون في دائرة الاستهداف. واذا لم تكن في دائرة الاستهداف فمعناها انها ليست مؤثرة". وأشار الى أنه "عندما تتواجد في لبنان مقاومة فاعلة وجادة فمن الطبيعي أن تكون دائما في دائرة الاستهداف".
وذكر بأنه "كنا نخوض معركة مواجهة الاستهداف الى جانب معركتنا مع العدو"، سائلاً: " أين هذا العالم العربي أين العرب مما يحصل في صحراء النقب. هذا الاستهداف وصولا الى الاستهداف الاقتصادي الى الشتائم الى الاتهام هذا جزء من المعركة المقاومة في لبنان منذ انطلاقتها بعد 1982 استطاعت أن تعطل الاهداف الاسرائيلية الاميركية باجتياح لبنان وفي 2006 إستطاعت أن تحطم مشروع الشرق الاوسط الجديد فمن الطبيعي أن تكون هذه المقاومة مستهدفة. وفي 2006 كان هدف العدو سحق المقاومة".
ورأى السيد نصرالله أننا "دخلنا في مرحلة جديدة أيضا انشاء لله بنفس البصيرة وبنفس الفعل والدقة سنتجاوز هذه المرحلة كونوا على ثقة هذه المقاومة هي انشاء لله قادرة وتستطيع بكل جدية وبكل قوة أن تتجاوز كل الصعوبات القائمة والحاضرة والاتية".
وفي سياق آخر، أكد السيد نصرالله أنه "لن يبقى سلم ولا استقرار أذا سقط الجيش اللبناني ولن تبقى دولة، لذلك فضلا عن ان الجيش هو عامل اساسي في حماية البلد، فندائنا اليوم لتحييد هذه المؤسسة اذا لا سمح الله سقط الجيش أو شرذم فلن يبقى سلام ولا استقرار ولا دولة ولا بلد".
وقال: "حتى لو افترضنا أن الجيش قام بأخطاء يجب أن تعالج في حدودها ويجب المحفاظة على الجيش وعدم تشتيته. فكوادرنا وشبابنا نثقفهم تجاه الجيش ونقول لهم ان الجيش هو ضمانة البلد وهو شريك المقاومة ومن المفترض أن يأتي يوم وأن يتمكن الجيش من الدفاع عن الوطن. هذا الجيش هو المؤسسة التي يجتمع فيها ابناء لبنان من كل الطوائف".
وأضاف: "نحن لا ندعي للجيش العصمة لكن يجب الوقوف. نحن في وضع امني جديد وندعو الى الانتباه والحذر في الوضع الامني"، داعيا وسائل الاعلام الى "الانتباه الى الاخبار التي يتم تناقلها".
وإعتبر أننا "ما زلنا بألف خير اذا قيس الوضع بما يجري في المنطقة". وأكد في ختام كلمته، أنه "لسنا مع اقصاء احد ونحن جاهزون دائما للحوار والبحث عن المخارج".
عباس زلزلي
المصدر: شفقنا
إضافة تعليق جديد